fbpx

هكذا تغلغل فكر “الخميني” في لبنان..

مرصد مينا

لم يكن نشوء “حزب الله” وتحوّله الى قوى أساسية في لبنان صدفة، انما كان نهجا ايرانيا عمره سنوات، بهذه العبارة يبدأ الكاتب اللبناني “علي الشعيب” مقاله تحت عنوان ” هكذا تغلغلت ايران في المجتمع الشيعي اللبناني!”.

يعود “الشعيب” في سرده للعلاقة بين شيعة لبنان وإيران إلى القرن الخامس عشر، حينما نجحت الدولة الصفوية في تعزيز مراكز حكمها في الأقاليم الفارسية ذات الغالبية السنّية وإجبار سكانها على اعتناق المذهب الشيعي، الذي أضحى فيما بعد الدين الرسمي للبلاد.

عندها، بحسب “الشعيب” كان هناك حاجة ماسة لرفد المناطق المستسلمة للطغيان الصفوي المستجد بأئمة شيعة ينشرون التشيع في طول البلد وعرضها. وبما أن حاضرة جبل عامل (جنوب لبنان) كانت في القرن الخامس والسادس عشر تزخر بكبار العلماء والمحققين الشيعة، كان من الطبيعي أن تقوم الدولة الصفوية بإغوائهم وجعلهم يهاجرون للعمل والإسترزاق فيها.

بقي علماء الدين الشيعة على تواصل مستمر مع “إخوانهم” الفرس، يروحون إلى إيران ويرجعون منها إلى بلدهم الأم تماما كما يحصل اليوم مع المغتربين اللبنانيين المنتشرين في بقاع الأرض، وهناك المئات، أو حتى الآلاف، من الأشخاص الذين بقوا في تلك البقاع وانتشرت سلالاتهم فيها حتى أضحوا فرس ولم يعد يربطهم ببلدهم الأم أي وثاق يذكر. وهذا كما يقول “علي الشعيب” ما حصل مع عائلة الإمام موسى الصدر الذي هاجر أحد أجداده إلى إيران منذ عشرات السنين وبقي فيها حيث أنجب سلالة كبيرة عدد كبير منها أفرادها إتجه إلى العمل في حقل الدين والتدريس وتجارة التنباك والسجّاد.

يجزم “الشعيب” بأن بأن العلاقة بين شيعة إيران وشيعة لبنان هي علاقة وثيقة ومتينة وقديمة جدا، عمادها رجال الدين الكبار ممن كان لهم صولات وجولات في المدن الشيعية المقدسة كقم وأصفهان ومشهد والريّ وتبريز وغيرها حيث تنتشر العتبات الشيعية المقدسة والشهيرة.

تلك الكوكبة من رجال الدين الشيعة كان لهم امتداداتهم العائلية داخل مدينتي قمّ والنجف الشيعيتين حيث كان أولادهم وأقاربهم وأصدقائهم يدرسون ويعملون بجدّ واجتهاد. وهذا كله كان عاملا مسهّلا لانتشار الفكر الخميني حتى قبل نجاح الثورة في إيران، وبخاصة بين أوساط المتدينين الشيعة المتزمتين في كل من العراق ولبنان حيث التواجد الكثيف للحوزات والحلقات والمدارس الدينية الإثنا عشرية.

عندما انتصر الخميني كانت الساحة الدينية الشيعية جاهزة لتلقف تلك الظاهرة ورفدها بالعنصر الشيعي، المأوزم تاريخيا، والمستضعف من قبل الأنظمة العربية الحاكمة في حينها، كما يرى “الشعيب”.

من ثم بدأت طلائع حزب الله في التواجد العلني في القرى والمدن ذات الإغلبية الشيعية (اللبنانية). ومع تلك الطلائع، بدأت صحيفة “العهد” بالإنتشار بين العامة على حساب جريدة “النداء” الشيوعية، وراحت المساجد والحسينيات تزدان بصور الخميني وموسى الصدر. وهذا الاخير، والكلام لـ “الشعيب” لم يكن له أي تواجد يذكر لا على المستوى الفكري ولا السياسي أو التنظيمي.

هذا التمدد السريع لأصحاب الذقون والأكمام الطويلة والسلام عليكم أتى على حساب شعبية وسلطة الحزب الشيوعي اللبناني في القرى المعروفة بقوة اليسار فيها، مثل أنصار وكفررمان وكفرتبنيت ودير الزهراني، وغيرها من القرى الكبيرة في منطقة النبطية، على حد قول الشعيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى