مرصد مينا
تجرى اتصالات فلسطينية داخلية غير معلنة بهدف الاتفاق حول تشكيل “حكومة توافق وطني” تقود المرحلة القادمة، وتؤسس لدخول حركة حماس لمنظمة التحرير، حيث ينتظر عقد لقاء جديد للفصائل في العاصمة الروسية موسكو، يجري خلاله التوافق على هذه الأرضية المشتركة.
مصادر فلسطينية أفادت بأن اتصالات ولقاءات مهمة أجريت بين مسؤولين كبار في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، مع آخرين من حركة حماس، خلال الفترة الماضية، ناقشت ملف تجسيد الوحدة الوطنية، واقعا على الأرض، وتنفيذ الكثير من التفاهمات والاتفاقيات السابقة، التي جرى توقيعها في عدة عواصم عربية، وفي مقدمتها القاهرة، التي وقع فيها اتفاق شامل وتلاه اتفاقيات أخرى، أحدها اشتمل على آليات تنفيذ الاتفاق. بحسب صحيفة “القدس العربي”.
الاتصالات واللقاءات الأخيرة التي جرت بين الحركتين، وقادها مسؤولون كبار، بعضها تم في العاصمة القطرية الدوحة، واستبقت الزيارة الأخيرة للرئيس محمود عباس، والتي التقى خلالها أمير قطر تميم بن حمد.
بحسب المصدر نفسه فإن ما يتوفر من معلومات فإن هناك توافقات مبدئية على تشكيل هذه الحكومة، التي ستكون من المهنيين “التكنوقراط”، حيث يجري بحث برنامج الحكومة الأساسي، الذي يقوم على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967.
ومن المقرر أن ترتكز المحادثات القادمة على البرنامج السياسي لهذه الحكومة، والذي كان يشكل طوال الفترة الماضية نقطة خلاف كبيرة، تمنع تشكيل هذه الحكومة، خاصة وأن حركة فتح كانت تريد أن تتبع برنامج منظمة التحرير، وهو أمر كانت ترفضه بشدة حركة حماس، غير أن المعلومات الحالية تشير إلى ردم هوة الخلاف بين الطرفين بشكل كبير، ما يمهد لتشكيل هذه الحكومة.
وجاء ذلك بعد أن جرى التوافق المبدئي على أن يكون برنامج الحكومة مرتكزا على قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك ضمن عملية مصالحة شاملة، تنهي حالة الانقسام السائدة منذ العام 2007.
وستوكل لهذه الحكومة التي يجري العمل على تشكيلها، مهمة إعمار قطاع غزة، والتواصل دوليا مع كل الأطراف لأجل هذه المهمة الأساسية، بعد توقف العدوان الذي تشنه دولة الاحتلال.
كما أنه من المقرر أن ترتكز المحادثات القادمة على البرنامج السياسي لهذه الحكومة، والذي كان يشكل طوال الفترة الماضية نقطة خلاف كبيرة
ووفق المعلومات ستشكل عملية نجاح الحكومة في مهامها، نقطة أساسية لانضمام حركة حماس الكامل لمنظمة التحرير، كونها المنظمة التي تعتبر الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
الجدير ذكره أن الزيارة الأخيرة للرئيس عباس إلى قطر، استبقها زيارات أخرى لمسؤولين فلسطينيين كبار، أبرزهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب.
بحسب الصحيفة فإن اللقاء التشاوري السداسي الذي استضافته مؤخرا السعودية، وحضره وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والأردن والإمارات، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، جرى خلاله بحث ملف تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية، وسبل دعمها عربيا وحشد الدعم الدولي لها.
وأكد المجتمعون على أهمية اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، مؤكدين على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى رفضهم القاطع لكافة عمليات التهجير القسري.