تحولات جذرية طرأت على حركة حماس في السنوات الأخيرة، تطورات حملت الحركة إلى الأحضان الإيرانية على حساب معاداة العرب، بل ذهبت الحركة التي من المفترض بأنها تتسم بأعلى القيم الأخلاقية في تعاملها مع الشعوب، كونها تحمل صفة المقاومة- كما تدعي- إلى ابعد من ذلك، حيث تكرر حناجر قياداتها الرغبة الشديدة في الوقوف إلى جانب النظام السوري ضد السوريين، الذين كانوا حاضنتها في سورية والعالم العربي، تطورات لعلها ستجعل من الحركة حرس لحدود إسرائيل، كنظريها النظام السوري الذي يحرسها في الجولان المحتل.
وفي هذا الإطار طلبت إسرائيل من حركة حماس الفلسطينية أن تنشر عناصرها على طول الجدار العازل الذي بنته سلطات الاحتلال على محيط منطقة غرة لمحاصرتها.
ونقلا عن مصادر اسرائيلية، فإن قيادة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أرسلت رسالة عبر وسطاء، مفادها أن تنشر حركة حماس عناصرها على طول الشريط العازل، لمنع تكرار حادثة خان يونس، التي حصلت يوم الخميس الماضي، حين هاجم شاب فلسطيني مسلح مجموعة من الجيش الإسرائيلي، ادعت إسرائيل حينها أنه تابع لحركة حماس، وأسفرت العملية عن إصابة جنود إسرائيليين بجروح.
الصحيفة الاسرائيلية “يديعوت أحرنوت” نشرت أن طلب “القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية”، نص على أن يبقى عناصر حركة حماس على بعد مسافة 100 متر عن الجدار العازل في قطاع غزة المحاصر، وأشارت أن القيادة أصدرت تعليمات لقوات الجيش الإسرائيلي بعدم استهداف عناصر حماس القريبين من السياج.
وعن تفاصيل حادثة “خان يونس” نشرت وسائل إعلام فلسطينية محلية أن شاب فلسطيني يدعى “هاني أبو صلاح” والبالغ من العمر 20 عاما عبر صباح الخميس الماضي، حدود قطاع غزة المحاصر، واشتبك مع جنود اسرائيليين ليتمكن من إصابة ثلاثة منهم بجروح متفاوتة، أرسلوا بعدها إلى مشفى “سوروكا” في مدينة بئر السبع لتلقي العلاج، في حين أطلق النار على الشاب الفلسطيني ما أدى إلى مقتله.
المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” نشر حينها على حسابه على موقع التويتر الشاب الفلسطيني أطلق النار باتجاه الجنود ليصيب ضابط بجروح متوسطة، جنديين بجروح طفيفة.
وادعى المصدر أن الشاب المتسلسل كان ناشطا في حركة حماس “وارتدى ملابس عسكرية تابعة للحركة، وكان يحمل سلاح من نوع “كلاشينكوف” وقنابل يدوية”، وأضاف المصدر أن التقدير الأولي يشير أن الشاب قد نفذ العملية بمفرده وبشكل مستقل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه وبعد الاشتباك مع الشاب العشريني، قصفت دبابة تابعة للقوات الاسرائيلية موقعا لحركة حماس شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، وجرى تبادل إطلاق نيران في المنطقة بين الطرفين، استخدمت خلالها العشرات من قنابل الإضاءة.
ومنذ عام ونصف في مارس/ آذار عام 2018 تسود التوترات بين قوات الاحتلال والفلسطيني على طول الحدود مع قطاع غزة المحاصر، في حين سجل مقتل ما يقارب من 297 شخص فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية على طول السياج الحدودي، معظمهم قتلوا خلال الاحتجاجات، وقتل آخرون في ضربات جوية اسرائيلية، أو قصف بقذائف الدبابات.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي