هل سيحدث التجاوز؟ هذا هو السؤال

زاوية مينا

هل سيحدث التجاوز؟ هذا هو السؤال

لابد للمقيم في جبل الباروك من سماع دويّ الانفجارات في الجنوب اللبناني، مع ذلك ليس ثمة خوف يعتري سكّان الباروك، وربما هو حال سكّان المتن وسواه من المناطق المسيحية اللبنانية، كل هذا فيما ثمة من يخبرنا بأن قرى الشريط الحدودي مع إسرائيل قد مُسحِت أو أوشكت دون تصريح أو اعتراف من حزب الله.

هي الحرب الموازية للتقسيم، فالخوف “يُقسّم” اللبنانيين وكذا الدمار، أما امتداد الحرب إلى الداخل اللبناني فثمة من يطمئن اللبنانيين بأن الحرب لن تتوسع والمطمئن هو المبعوث الامريكي وربما سلسلة المبعوثين الذين يشتغلون على تثبيت ما أطلق عليه “قواعد الاشتباك”.

قواعد الاشتباك إياها لم تتخط الشريط الحدودي حتى اللحظة، غير أن “لم” هذه لا تعني الـ “لن” فاحتمالات انزلاق الحرب وارد بكل المعايير لحظة تفلت الأمور من أيدي الوسطاء، خاصة والإسرائيليون يتابعون استهداف قيادات من حزب الله آخرها في البقاع الغربي، وقد امتدت الاغتيالات لتطال شخصيات وازنة من حزب الله آخر الناجين منها نعيم القاسم نائب الأمين العام للحزب، وثمة ما يفيد بأن الاغتيالات لن تتوقف، ومادام الحال كذلك فليس ثمة من يضمن ردود فعل حزب الله وقد اطلقت أخبار تم تداولها عن امتلاك الحزب ما يزيد عن “مليون” صاروخ على تنويعاتها وهو رقم مهول، لابد وسيربك القبّة الحديدية الإسرائيلية، هذا عداك عن مقايس ما سيذهب إليه “اليوم التالي” وهو اليوم الذي سيعلن عن :

ـ انتصرنا.

مفردة انتصرنا ستكون الشاغل لكلا الطرفين، لحسن نصر الله من جهة، ولبنيامين نتنياهو من جهة أخرى وكليهما لن يكون دون تكرار انتصرنا اياها.

نصف معركة سيؤدي بلا شك لانهيار بنيامين نتنياهو بمشروعه وحكومته وشخصه.

ونصف انتصار سيكون فاتورة حساب لحسن نصر الله من قبل مناصريه وقاعدته الشعبية التي لابد وتسائله:

ـ لماذا دخلت الحرب إذن.

ما بعد حرب تموز ٢٠٠٦ سمعنا من حسن نصر الله:

ـ لو كنت أعلم.

وما بعد هذه حرب غزة لن يكون متاحاً له ترداد الجملة إياها، فإذا لم يسجّل انتصارات فلابد وينعكس هذا على الحزب وعلى “لبنانيته” كما على “إيرانيته”، دخوله حرب غزوة انتصاراً لغزة لن يكون ذو معنى إذا كان مجرد خراب لبنان دون نصر غزة، ونصر غزة بات بعيداً كل البعد ما بعد الأيام الطويلة التي واجهتها غزة وهي أيام دمار لم يسبق للمنطقة أن شهدتها.

الإدارة الامريكية مازالت إلى اللحظة تمسك بالإسرائيليين وتعيقهم عن توسيع مدى الحرب، والقيادة الإيرانية لابد مازالت تشتغل على حرب المشاغلة.

مشاغلة من قبل الطرفين:

ـ الإسرائيليون يشاغلون حزب الله، وحزب الله يشاغل الاسرائيليين، وفي حروب المشاغلة ما من منتصر ولا من مهزوم، وصيغة كهذه لابد وتشكل نكسة لكلا طرفيها.

الخروج منها لابد ويقتضي تجاوز “أرباب” كل منهما:

ـ تجاوز الإسرائيلي للإدارة الامريكية وتجاوز حزب الله للولي الفقيه.

هل سيحدث التجاوز؟

هذا هو السؤال.

Exit mobile version