هل سيرتدي نتنياهو ثوب مصلحة السجون؟

الإسرائيليون يتساءلون:

هل يستحق نتنياهو وصفه بأنه السياسي الأكثر فساداً في تاريخ إسرائيل؟

أقله هذا ماكتبه جدعون ليفي في ها آرتس، ولابد أن يكون ماكتبه متصلاً بقضية تشغل الاسرائيليين اليوم، مع ضرورة النظر إلى ماخلف المشهد، أما ما خلف المشهد فهو ذاك السعي الحثيث إلى إلصاق العار ببنيامين نتنياهو وهو سعي لإبعاده عن الحياة السياسية في إسرائيل.

ثمة من الاسرائيليين ومن بينهم جدعون ليفي من يعتقد بأن ملاحقة بنيامين نتنياهو هي مرحقة غير شرعية، ويبررون ذلك بالقول “لأن إبعاده هدف سياسي مشروع، لكن بالإمكان تحقيقه بطرق شرعية”. أما الرغبة الشديدة في إلصاق العار به تدل أكثر على أن تقديمه للمحاكمة كان بدافع سياسي، ولا يجب على هذا الدافع أن يقرر مصيره وينهي القضية، وهذا كلام من يبحث عن خلاص لرئيس الوزراء السابق.

يتساءل جدعون ليفي:

ـ هل كان يجب أن يقدم للمحاكمة أساساً؟ أو على الأقل: هل كان يستحق الشفقة التي صاحبت وصف مؤامراته؟

فجأة، يتم عقد لجنة للتحقيق في موضوع الغواصات. وهو موضوع تم تقليصه في حكومة التغيير طوال أشهر، وفجأة تم تشكيل لجنة بين عشية وضحاها. الأنباء الواردة عن الصفقة القريبة حركت دواليب عدالة الحكومة بصورة مدهشة. وثمة لجنة تحقيق للتأكد من أن نتنياهو لن ينجح، بالتملص من المحكمة. في ذلك اليوم الذي يبعد فيه نتنياهو، قد تحل فيه نهاية هذه الحكومة وتأتي حكومة أخرى كلها من اليمين، تمثل أختاً فكرية وتوأماً للحكومة الحالية، ولكن إبعاد نتنياهو يفوق أي شيء آخر في أوساط من يكرهونه، فهم ما زالوا خائفين، خائفين جداً إلى درجة أنهم مستعدون للتنازل عن حكومتهم شريطة أن يختفي نتنياهو. يصعب إيجاد منطق في ذلك، لكن نتنياهو، وهذا معروف منذ زمن، أصاب كل المنظومات بالجنون ولم يبق شيئاً عقلانياً.

ـ ياله من استخلاص بالغ الأهمية.

إن شهية إبعاده تفوق كل منطق. هو ترك بلفور، والآن هو رئيس المعارضة مع احتمال ضئيل للعودة إلى رئاسة الحكومة. ومن يكرهونه لا يكتفون بذلك. هم يريدون رؤيته بزي مصلحة السجون، أو على الأقل أبعد ما يكون عنهم. لماذا يهددهم بهذا القدر؟

جدعون ليفي يحيل الإجابة إلى مجهول.

ـ الجواب محفوظ لديهم.

غير أنه سيلقي ظلال إجاة “لا يمكن تجاهل أن نتنياهو يمثل السياسي المحبوب والمكروه في إسرائيل. إبعاده لن يعالج شيئاً، باستثناء إشباع رغبات الانتقام لدى من يكرهونه. ولفحص ما إذا كان يستحق الإقصاء بطريقة قانونية، يجب استنفاد المحاكمة ضده. أي صفقة الآن مع المستشار القانوني للحكومة، الذي هدفه الأسمى إبعاده، ستحوله إلى ضحية في نظر المعجبين به، وبدرجة كبيرة من الصدق. من السهل أن ننصح نتنياهو بالنضال من أجل براءته حتى النهاية، لكن في الوقت الذي لم تعد فيه المنظومة غارقة ومجندة ضده، فإن فرصه ضئيلة. ربما كانت أفعاله جنائية ويستحق العقوبة، وربما أكثر شدة مما في الصفقة، ولكن ليست النيابة العامة هي التي يجب أن تبت في عقوبته، ولا من يكرهونه، الذين يعتبر إبعاده ذروة التجسد الذاتي لهم وذروة مشاركتهم المدنية. لقد سبق وصعدوا فوق المتاريس في بلفور أثناء الرياح والأمطار، مع الدمى والعصبات. متى سبق وناضلوا بهذه الصورة؟

علام ناضلوا بهذه الصورة؟ ها هم الآن يريدون المقابل. وماذا سيقال للمعجبين به؟ أن نتنياهو لم يعجب معسكراً معيناً، فتاق إلى إبعاده بالقوة وأعطى مضموناً لحياته السياسية الفارغة. ثم استخدم منظومة القضاء من أجل إبعاده. يصعب نفي ذلك، خصوصاً على المستوى العاطفي.

إذا كانت هذه هي النتيجة التي تلوح في الأفق، فربما كان من الأفضل ألا تأتي هذه المحاكمة. ولأنها عقدت فهناك احتمالين، إما إغلاق الملفات والقول “العفو، أخطأنا”، أو الذهاب حتى النهاية.

الكثير من الإسرائيليين بانتظار أن يشاهدوا بنيامين نتنياهو في رداء المساجين، والكثيرون أيضًا يتمنون له “الشفاء” من المحكمة.

بالنتيجة ثمة من يقول لرئيس وزراء بحجم نتنياهو:

ـ أنت عار على إسرائيل.

ثمة ما يستدعي المقارنة.. كثيرون من العرب يتمنون لرؤوسائهم النوم في رداء مصلحة السجون.

Exit mobile version