هل سيرحل الأسد؟ من سيحل محله؟ الأمريكان يقولونها: لانعرف

مايحدث في اللحظة، يحكي ماحدث في الماضي، فالماضي لايقول بأن الإدارة الأمريكية عازمة على إسقاط النظام في سوريا، ومن بالغ الغباء نسيان واقعة الحضن الدافئ الذي منحته وزيرة خارجية أمريكا مادلين أولبرايت لبشار الأسد، وكان على بوابة القصر الرئاسي في سوريا،  وهاهي إدارة جو بايدن تشتغل لاعلى تعويم النظام بل على تكريسه أيضًا.

من يراجع وقائع السياسات الأمريكية في سوريا خلال العشر أعوام الفائتة يعلم باليقين أنه بدءًا من سفيرها روبيرت ستيفن فورد، وصولاً إلى نشر قواتها في شمال شرق سوريا كانت تشتغل على تثبيت النظام لاعلى انتزاع مفاعيله، وربما يأتي كلام سيمور هيرش، وهو الصحافي الأمريكي واسع الصلات، ليؤكد على مانقول، وكان الرجل قد نشر تقريرًا في مجلة “لندن لمراجعة الكتب” إن هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قدمت معلومات أمنية لجيش النظام السوري عبر ألمانيا وروسيا وإسرائيل”، لتعود المجلة المذكورة وتنقل  عن مدير وكالة الاستخبارات العسكرية في الفترة ما بين 2012 إلى 2014، الجنرال مايكل فلين، قوله إن وكالته أرسلت عدة رسائل سرية حذرت فيها من مخاطر الإطاحة بنظام الأسد، وسيضاف هذا الى تلك المعلومات بالغة الدقة التي تقول بأن  هيئة الأركان الأمريكية كانت في خريف عام 2013، قد اتخذت تدابير تتضمن تقديم  معلومات استخباراتية لجيوش الدول الأخرى، أملا بأن تصل هذه المعلومات للجيش السوري، ليستخدمها بمواجهة المعارضات السورية المسلحة، مرة عبر المانيا، وثانية عبر موسكو، وفي كل المرات عبر الفلتر الإسرائيلي.

واليوم، تأتي تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتؤكد “الملتبس”، ففي تصريح مفاجئ، ادعى الرئيس الروسي، أنه عرض على الولايات المتحدة الإطاحة ببشار الأسد وتقديم بديل عنه لكن الأخيرة امتنعت عن طرح أي بديل له.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة “إن بي سي” الأمريكية مع الرئيس الروسي يوم 11 من حزيران في موسكو وبثتها مساء أمس الإثنين.

في معرض رده على سؤال حول اتهامات واشنطن لموسكو بزعزعة الاستقرار السياسي الدولي، قال بوتين: “لقد سألت نظرائي الأمريكيين، “هل تريدون أن يرحل الأسد؟ من سيحل محله؟ ماذا سيحدث عندما يتم استبدال شخص ما بشخص ما؟”.

وأضاف بوتين:  “الجواب كان غريباً، الجواب كان “لا أعرف”. حسنا، إذا كنت لا تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك، فلماذا تغير الوضع القائم؟ قد تتحول إلى ليبيا ثانية أو أفغانستان أخرى، هل نريد هذا؟ كان جوابهم لا.

وتابع بوتين:” دعونا نجلس معا ونتحدث ونبحث عن حلول وسط مقبولة لجميع الأطراف، هذه هي الطريقة التي يتحقق بها الاستقرار، الاستقرار لا يمكن تحقيقه بفرض وجهة نظر معينة، واعتبارها “صحيحة”، واعتبار جميع وجهات النظر المخالفة غير ذلك، هذه ليست الطريقة لتحقيق الاستقرار.

الرئيس الروسي لم يوضح توقيت هذا الحديث ولم يسمّ المسؤول الأمريكي المعني بذلك الحوار.

ولكنه وخلال المقابلة تطرق إلى موضوع إدخال المساعدات الأممية عبر الحدود، بالقول إن تقديم المساعدات يجب أن يتم عن طريق حكومة أسد، وإذا كانت هناك أسباب للاعتقاد بأنها ستنهب شيئا ما، فيمكن تعيين مراقبين من جانب الصليب الأحمر والهلال الأحمر للإشراف على كل شيء.

قبل كلام بوتين هذا ، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد ألمح إلى إمكانية العمل مع روسيا للتوصل إلى تسوية في سوريا.. كان ذلك قبل لقائه مع نظيره الروسي في 16 حزيران الفائت.

وقال بايدن في تصريحات صحفية نقلتها وكالة رويترز في ختام اجتماعات مجموعة السبع، إن سوريا هي مثال للعمل بين الدولتين، وهي مجال يمكن للقوتين العمل فيه معاً للتوصل إلى “تسوية”.

تلك هي “لعبة الأمم”، وما الخاسر فيها؟

ـ ماهي الخسارات التي يرتبها نظام الأسد على الولايات المتحدة، وقد سبق ونقلت سجنائها الى زنازين الرئيس الأسد لتوليه مهمة التحقيق معهم باعتبار محققيه أعلى كفاءة من محققيها وقد استخدموا ذروة تكنولوجيا التعذيب في زنازنهم؟

ـ ماهي الخسارات المترتبة على الولايات المتحدة وقد باتت الحدود الإسرائيلية ـ السورية أكثر هدوءًا وأشد أمنًا من غرف النوم في البيت الأبيض؟

ـ ماهي الخسائر المترتبة على الولايات المتحدة ببقاء تظام الأسد، وهو النظام القابل لبيع البلاد و “دون ثمن”؟

 

Exit mobile version