أثارت تغريدتان لوزارة الخارجية العمانية؛ زوبعة جديدة من التساؤلات حول صحة السلطان العماني قابوس بن سعيد مع توالي الأنباء عن تدهور صحته لا سيما وأن عودة السلطان ذا الـ 79عاما من رحلته العلاجية في بلجيكا لم يمضِ عليها سوى أيام.
تغريدتا وزارة الخارجية العمانية أشارتا لتلقي الوزارة اتصالين من وزيري الخارجية السعودي ووزير الخارجية القطري للاطمئنان ونقل التحيات.. حيث لم تنشر التغريدتان ماهية وطبيعة الاطمئنان والتمنيات التي حملتها المكالمات الدبلوماسية.
سبب الغموض المرافق لتلك التغريدات حالة جدل على وسائل التواصل الاجتماعي في السلطنة وبين مستخدمي تويتر للتعليق على الموضوع والتركيز على صحة السلطان والتساؤل عن وضعه الحالي حيث طالبت بعض التعليقات الوزارة بإصدار بيان يطمئن المواطنين عن صحة السلطان؛ لكن السلطات العمانية لما تعلق بعد بنفي أو إيجاب حول الوضع الصحي للسلطان العائد من بلجيكا مؤخراً بعد إجراء فحوصات طبية!
يذكر أن السلطان قابوس يعتلي عرش السلطنة منذ عام 1970 ويعرف عنه بأنه غير متزوج وليس لديه أولاد؛ وأثار دخول السلطان المتكرر للمشفى قلقاً محلياً ودولياً على خلافته والاستقرار في عمان البلد الخليجي الذي انتهج سياسة الحياد والوسيط الإيجابي في كثير من الملفات الإقليمية والدولية؛ الأمر الذي حمي عُمان من تبعات وانعكاسات الأزمات التي تعصف بالمنطقة وفقاً لما يراه كثير من المراقبين.
هذا وبدأت الصحف الغربية تناول مرحلة ما بعد ” قابوس” بجدية وتواصل طرح الأسئلة عن ماهية وحيثيات مرحلة خلف قابوس؛ فقد تناول تحقيق لصحيفة الغارديان البريطانية الأسبوع المنصرم الأسماء المحتملة والأوفر حظاً في خلافة السلطان مع استبعادها – أي الصحيفة – لحدوث مفاجآت سواء داخل العائلة السلطانية أو الأوساط السياسية العمانية.
وطرحت ثلاثة أسماء تعتبر الأهم لخلافة السلطان وهم: أسعد بن طارق (65عام) المنتمي لذات مدرسة السلطان في السياسة الخارجية ومثّل السلطان قابوس في كثير من البعثات الخارجية.
الاسم الثاني هيثم بن طارق قائد البحرية السابق والثالث تيمور بن أسعد بن طارق (34عام) الذي يتوقع له إن تسلم السلطة أن يحمل أبعاداً تغييرية أكبر؛ لتبقى التحديات الرئيسية التي تواجه خلف السلطان قابوس ترتبط ببعدين مهمين في السياسة الخارجية العمانية التي اتسمت بالحيادية والدبلوماسية السرية، وبالوضع الاقتصادي ونقل البلاد لمرحلة ما بعد اقتصاد النفط والعمل على دعم التنمية الاجتماعية والثقافية التي بدأها السلطان قابوس ليبقى التساؤل: هل سيحافظ السلطان الجديد على الوضع الاستثنائي لعمان الذي عمل على بنائه السلطان قابوس خلال عقود؟!