هل مصدر كورونا الحيوانات أم صنعيّ؟

ما يزال الجدل حول فيروس الصين الغامض مستعرًا؛ بين متسائل عن مصدر الفيروس وكيفية انتشاره وبين متوقع لإشكالية خاصة ترتبط بإصابة الصين بهذا الفيروس ضمن توقيت حرج دوليًّا؛ بشكل يعيد للأذهان تساؤلات حول الحرب الهجينة واستخدام الأسلحة البيولوجية وإذا ما كانت الصين تسببت بإطلاق الفيروس عن طريق الخطأ أم تمّ الموضوع عن سبق اصرار!

وتقول السلطات الصينية أن مصدر الفيروس الحيوانات، حيث بدأ من سوق ووهان الشعبي ليشكل جائحة أرعبت العالم وهددت حياة الملايين.

وحدد أخصائيو الأوبئة الصينيون المصدر “الأكثر ترجيحًا” لفيروس “كورونا” حيث أوردت وكالة “شينخوا” الرسمية الصينية، يوم أمس الأحد، أن الفيروس 2019-nCoV تم العثور عليه في عينات مأخوذة من سوق “هوانان” للمأكولات البحرية، والذي تباع فيه حيوانات برية أيضا.

وقالت الوكالة أن 22 من أصل 585 عينة مأخوذة من سوق “هوانان” جرى العثور فيها على الحوامض النووية التابعة لفيروس “كورونا” الجديد، وأن الأخصائيين تمكنوا من فرز الفيروس من عينات البيئة، الأمر الذي يدل على أن الحيوانات البرية التي كان يتاجر بها في السوق المذكورة، هي التي كانت مصدرا للفيروس.

الجدير بالذكر؛ تأكيدات ومخاوف طبية وعلمية سابقة لتفشي الفيروس، حذرت من تصرفات صينية واجراءات قد تتسبب بكارثة بيولوجية بعد أن أنشأت السلطات الصينية مختبرًا مختصًا لدراسة الفيروسات (خصوصًا ايبولا وفيروسات الالتهاب الرئوي) في ووهان المكتظة بالسكان.

وأوردت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية يوم السبت، تحذيراً أطلقه علماء، في عام 2017، من إمكانية تسرب فيروس شبيه بالالتهاب الرئوي الحاد من مختبر بيولوجي أقيم في مقاطعة ووهان الصينية في العام ذاته.

وأشارت الصحيفة إلى أن المختبر الوطني للسلامة البيولوجية في ووهان، تم تصميمه من أجل دراسة فيروسي إيبولا والاتهاب الرئوي الحاد وغيرهما من مسببات الأمراض الخطيرة.

ونقلت “دايلي ميل” عن خبراء أن فيروس “كورونا” انتقل إلى سوق “هوانان” للحيوانات والمأكولات البحرية الواقعة على بعد يقل عن 30 كلم فقط من المختبر المذكور، وعاش داخل أجسام الحيوانات وأصبح قادرا على إصابة البشر، وذلك أثناء احتكاكهم بالحيوانات في السوق.

وأكدت السلطات الصينية، في وقت سابق، تفشي نوع جديد وغامض من فيروس “كورونا”، منذ أواخر ديسمبر العام الماضي، أطلق عليه اسم “2019-nCoV” ويتسبب بمرض الالتهاب الرئوي، فيما سجل في البلاد ما يزيد عن ألفي حالة للإصابة بينها 57 وفاة.

وإضافة إلى الصين، تم تسجيل حالات إصابة مؤكدة في دول أخرى عدة، بينها تايلاند، واليابان، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة.
Exit mobile version