fbpx
أخر الأخبار

هل من حرب بلا نهاية؟

هو سؤال يبدو ملحًا على كاتب أو مفكّر أو صحافي، غير أنه أكثر إلحاحًا على ضحايا الحرب من الناس (الشغيلة) والأمهات الثاكلات، أو اللواتي ينتظرن عودة أبنائهن من جبهات القتال، هذا إذا كانت الحرب حقيقة قائمة، والتوازن فيها ممكنًا أو الانتصار مأمولاً، فكيف إذا ماكانت الحرب خاسرة وبكل المقاييس بدءًا من لقمة العيش إلى تضييع أهدافها؟

كيف إذا كانت الحرب تعني:

ـ استئثار العسكر بالدولة، وتحويلهم إلى طبقة فاسدة، مالكة، أو شريكة في الملك والفساد؟

ـ كيف إذا تشكلت طبقة من العسكر تلغي احتمالات ولادة مجتمع مدني، وحياة ديمقراطية وتداول للسلطة، وتنمية طيبة والخروج من ضيق الفاقة إلى مجتمع الرفاهية أو (السترة) بالحد الأدنى؟

ـ ثم، كيف إذا كانت الحرب بالنيابة لا بالأصالة كما حال دول من مثل لبنان، حدود مشكلتها مع الاسرائيلي (أراض متنازع عليها)، فيما يلقي “حزب الله” بكلكله على الدولة ثقافة واقتصادًا وحياة برلمانية، وعلى خيارات الناس كل الناس، لتتحول معه الدولة من دولة المطبعة والمهرجان الموسيقي، والسياحة والبحبوحة والمصارف ، إلى دولة مطوّقة بالأعداء أو الأوصياء؟

قبل سنة بالضبط نجحت كلودين عون، ابنة الرئيس اللبناني، في مفاجأة الجمهور المحلي عندما وضحت الأسباب المجدية في التوجه إلى السلام مع إسرائيل “كان بودّي جداً أن أزور القدس”، كشفت، وأضافت بأنه معروف لها أن هناك اهتماماً هائلاً في أوجه التعاون الاقتصادي مع إسرائيل. وتساءلت: “لماذا لا نتبنى هذه الخطوة؟”.

يومها أثارت تصريحات ابنة الرئيس عاصفة وغضباً، ولكنها بالتوازي، فتحت قناة حوار للبنانيين في الخارج، “كولينغ فور ديس 2020″، الذي شرح لجمهور معجبيه المتزايد فضائل العلاقات مع إسرائيل، ومدى جدوى أن يتبنى لبنان صيغة اتفاقات إبراهيم وأن الإسرائيليين “ليسوا ما اعتقدناه عنهم”.

وبعد: أجرت قناة تلفزيونية عربية أحاديث مع مواطنين لبنانيين ممن أعربوا عن فضول بل ضرورة الوصول إلى السلام وإزاحة “حزب الله” عن مواقع القوة في لبنان. والآن يستخدم آلاف الشبان اللبنانيين “أنستغرام” و”تك توك” لعرض الفضائل الهائلة للسلام حين يكون لبنان مسحوقاً ومضروراً منذ سنة على انفجار مرفأ بيروت، والاغتراب المتسع بين الطبقة الحاكمة الغنية وجماهير الشعب الذين علقوا في ضائقة جوع حقيقي. عشرات آلاف السكان يعيشون الآن في بيروت في الظلام الدامس من ساعات ما بعد الظهيرة. فلا يمكن الطبخ ولا الغسيل ولا القراءة أو مشاهدة التلفزيون.

ـ الحرب والسلام، هو خيار الناس، أما أن يتحول خيار حزب تابع، يشتغل بالنيابة، فتلك مسألة أخرى، وإذا كان لبنان مثالًا، فلتجري قوى (الممانعة) استفتاء (حتى في حاضنتها الشعبية)، والسؤال:

ـ هل ستكون الإجابة :

ـ نعم لديمومة الاشتباك؟

هو ذات السؤال الذي يمكن أن يطرح على الجمهور السوري، فعلى ماذا سترسو الإجابة؟

دون اللجوء إلى الاستفتاء، يكفي النظر الى حجم الفارين من الخدمة الالزامية، أو أولئك الذين يبيعون محصلة العمر لدفع البدل لمعرفة الجواب.

ما من حرب الاّ وانتهت إلى طاولة المفاوضات، وما من حرب “منتصر” فيها  إلاّ وكانت حرب “خاسرة”.

يلزمنا الكثير من الشجاعة لنقول:

ـ كفى التستر تحت “ديمومة الاشتباك”  لتوطيد سطوة السلاح على ناس البلد، لا على العدو في الجبهات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى