هل هي بيت عنبكوت فعلاً

زاوية مينا

يستعاد سؤال:

ـ هل بوسع جو بايدن إيقاف الحرب في غزة؟

ومع السؤال:

ـ هل بمستطاعه إيقافها؟

هو سؤال يتنقل ما بين الحكومة الإسرائيلية وقيادة حماس، وجمهور محطات التلفزة كما ضحايا القتل اليومي في تلك المساحة وقد باتت مزرعة للموت، غير أنه كذلك سؤال تتناوله الصحف الكبرى ومن بينها “واشنطن بوست”، وقد علّقت على تحفظ حماس على مقترح جو بايدن للهدنة واتفاق الرهائن الذي تدعمه الولايات المتحدة والتي تصفه واشنطن بوست بـ ” مفاجئا للجميع”.

واشنطن بوست وقد رأت أنه “على الرغم من التعليقات المفعمة بالأمل من جانب بعض مسؤولي إدارة بايدن، فإن تخفيف المعاناة في غزة ليس من أولويات يحيى السنوار، لأنه يدرك، بحسب كاتب المقال، أن الحرب التي بدأها تطلق العنان لمشاعر شرسة معادية لإسرائيل في مختلف أنحاء العالم”.

ويضيف الكاتب أن السنوار “يعلم أيضا أن وقف القتال لن يمنع إسرائيل من استئناف جهودها للقضاء على حماس بعد تبادل الرهائن، وحتى لو حصل السنوار ونوابه على حق اللجوء في دولة أخرى، فإن أجهزة المخابرات الإسرائيلية قادرة على ملاحقته، وفي الوقت الراهن، ليس لدى حماس حافز كبير للانسحاب من المشهد”.

كاتب المقال يؤكد أن “ما يثير الدهشة هو أن إدارة بايدن بذلت جهودا حثيثة في صياغة دبلوماسية محكوم عليها بالفشل، وأنها حتى الآن تبدو ملتزمة بنفس المسار، وهو ما دفع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى التساؤل خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الفائت عما إذا كانت حماس “حسنة النية”، لكنه في ذات الوقت قال إنه “مصمم على محاولة رأب الثغرات” في المفاوضات”.

واشنطن بوست ستذهب أبعد فوفقها فإن “إسرائيل لديها حاجة سياسية واستراتيجية للقضاء على حماس كقوة مقاتلة في غزة، كما أن حماس لديها حاجة وجودية للبقاء حتى تتمكن من مواصلة القتال فيما بعد”، ويرى الكاتب أن إدارة بايدن كانت تعمل منذ أشهر على افتراض أنه يمكن التغلب على هذا التناقض بدبلوماسية معقدة، وكانت النتيجة إخفاق متوقع في التوصل إلى هدنة.

تخلص واشنطن بوست إلى أن “الوقت حان لكي يتوقف بايدن عن رأب ثغرات، واستخدام سلطته لإجبار جانب أو آخر على الخضوع للإرادة الأمريكية، وهذا يعني إما تقديم الدعم الكامل للهدف العسكري الإسرائيلي المتمثل في القضاء على حماس، أو المطالبة صراحة بإنهاء الحرب التي تترك حماس في السلطة”.

ويؤكد الكاتب أن الخيار الأول سيكون الطبيعي، إذ يمكن لبايدن أن يعلن أن إدارته قضت شهورا في العمل مع إسرائيل للتوصل إلى عروض سخية لوقف إطلاق النار، وأنه كان يأمل في حسن النية من جانب قيادة حماس، وهو ما يبرر له “الإعلان عن كون إسرائيل تحظى بدعم أمريكي كامل لهدفها العسكري المتمثل في تدمير قدرات حماس العسكرية، والقضاء على قادتها، ونزع سلاح قطاع غزة بالكامل، مهما كلف الأمر”.

أما الخيار الثاني، بحسب رأي الكاتب، فهو محاولة فرض وقف دائم لإطلاق النار على إسرائيل مع بقاء حماس كقوة حاكمة في غزة، وهو ما يبرر لبايدن الإعلان بأن هذه الحرب “استمرت فترة طويلة للغاية وتسببت في مقتل عدد كبير جدا من الأبرياء، ورفضت حماس اتفاق وقف القتال، لأنها تعتقد أن إسرائيل ستستأنف الحرب بعد التوقف. لذا يمكن التعهد لحماس بعدم السماح لإسرائيل باستئناف الحرب. وإذا فعلت ذلك، فسوف تقطع عنها إمداداتها العسكرية ودعمها الدبلوماسي”.

كاتب المقال هو جيسون ويليك وهو يرى في كل من الخيارين “المصيبة أعظم”، فاللجوء إلى القضاء على حماس بالكامل أو إجبار إسرائيل على قبول استمرار قوة حماس، سيكون صعبا سياسيا على بايدن، فالأول من شأنه أن يزيد من غضب منتقديه الصاخبين في اليسار المناهض لإسرائيل، والثاني من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل عنيف من الحزبين أكثر حدة مقارنة بما حدث عندما هدد بقطع إمداد الأسلحة لإسرائيل إذا دخلت رفح.

الجملة اللافتة فيما نشرته واشنطن بوست هي التالية:

ـ حان الوقت لبايدن أن يتخذ خيارا ويدافع عنه سياسيا: شروط إسرائيل، أو شروط السنوار.

ثمة مساواة ما بين طرفين:

ـ جيش كان يعتبر وإلى وقت قريب من أقوى جيوش العالم، وتنظيم يحفر أنفاقه بالملعقة.

ليس بعيداً ما بعد هذه المقارنة القول:

ـ إسرائيل بيت عنكبوت.

Exit mobile version