كشف تقرير أمريكي، عن خطة ينوي تنظيم “داعش”، تنفيذها لإعادة “الخلافة المزعومة” التي أعلن عنها عام 2014، من خلال التحرك لفك آلاف الأسرى من عناصره المحتجزين في مخيمات داخل العراق وسورية، كانوا قد اعتقلوا في وقت سابق، عقب السيطرة على المواقع التي كانت تخضع لسيطرته، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت صحيفة “ذا صن” البريطانية، أن تنظيم الدولة، بدأ بالتحرك لإخراج عناصرها من السجون، بعد إعلان الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” عن نية بلاده نقل متشددي داعش المعتقلين لدى قوات يدعمها، إلى حدود أوروبا، إذا لم تبادر فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى إلى استعادة العناصر الذين يحملون جنسياتها.
وكان منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية “ناثان سيلز” قد أكد في وقت سابق، وجود محاولات لتحرير عناصر معتقلين من تنظيم داعش المتشدد، عن طريق اختراق مراكز ومخيمات الاحتجاز.
وقال ترامب في تصريح صحافي، الأسبوع الماضي : “أنا هزمت دولة الخلافة، والآن لدينا الآلاف من أسرى الحرب ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، مطالباً الدول التي أتوا منها في أوروبا لا سيما بريطانيا وفرنسا بإعادة رعاياها، التي رفضت حتى الآن.
وأضاف الرئيس الأمريكي في تصريحه: “في نهاية المطاف سأقول أنا آسف، لكن إما أن تستعيدوهم أو سنعيدهم إلى حدودكم، لافتاً إلى أن بلاده لن تسجن آلاف الأشخاص الذين وقعوا بالأسر في غوانتانامو، ولن تبقيهم في السجن طوال خمسين عاما” لأن ذلك سيكلفها الكثير.
يأتي ذلك بعد تسجيل صوتي نشره متزعم التنظيم “أبو بكر البغدادي” أكد فيها أن التنظيم لا يزال موجوداً، وأن انكماشه بعد توسعه اختبار من الله، داعياً عناصره لإنقاذ المحتجزين في السجون والمخيمات، متوعداً بالثأر لهم.
وطالب البغدادي في تسجيله عناصره، بعدم السكوت عما يجري للمحتجزين في السجون والمخيمات قائلاً: “السجونَ السجونَ يا جنود الخلافة، إخوانكم وأخواتكم، جدّوا في استنقاذهم ودك الأسوار المكبلة لهم، فكوا العاني، واقعدوا لجزاريهم من المحققين وقضاة التحقيق ومن آذاهم”.
وذكر زعيم التنظيم، أماكن مختلفة يقود فيها التنظيم معاركه وعملياته اليومية، منها مالي، ومنطقة الشام، والشرق الأدنى، دون أن يحدد الدول التي تتم فيها تلك العمليات، داعياً المعتقلين والمحتجزات إلى الصبر، وأضاف قائلاً: “والله ما نسي ولن ينسى إخوانكم الثأر لكم”.
وتشير تقارير إلى وجود نحو 20 ألف معتقل داعشي مع عائلاتهم، في مخيمات تشرف عليها قوات سورية الديمقراطية “قسد” المدعومة من التحالف الدولي شمال شرق سورية، كما يتواجد آلاف أخرين في العراق.
من هو تنظيم الدولة؟
تنظيم الدولة الإسلامية أو الدولة الإسلامية أو الدولة الإسلامية في العراق والشام كان يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يُعرف اختصاراً بـ داعش، وهو تنظيم مسلَّح يتبع فكر جماعات السلفية الجهادية.
يهدف أعضاؤه -حسب اعتقادهم- إلى إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، ويتواجد أفراده وينتشر نفوذه بشكل رئيسي في العراق وسوريا مع أنباء بوجوده في المناطق دول أخرى هي جنوب اليمن وليبيا وسيناء وأزواد والصومال وشمال شرق نيجيريا وباكستان. وزعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي.
وكان التنظيم قد أنبثق من تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004، عندما كان مشاركًا في العمليات العسكرية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتعاقبة في أعقاب غزو العراق عام 2003 خلال 2003-2011 حرب العراق.
وذلك جنبًا إلى جنب مع غيرها من الجماعات السنية المسلحة، مثل مجلس شورى المجاهدين والتى مهدت أكثر لقيام تنظيم دولة العراق الإسلامية. في أوجها، وقيل أنها تتمتع بحضور قوي في المحافظات العراقية من الأنبار، ونينوى، وفي محافظة كركوك، وأكثر تواجدا في صلاح الدين، وأجزاء من بابل، ديالى وبغداد، وزعمت أن بعقوبة باعتبارها عاصمة.
ومع ذلك، فإن محاولات تنظيم الدولة الاسلامية لإحكام السيطرة على أراضي جديدة أدت إلى رد فعل عنيف من قبل العراقيين السنة وغيرهم من الجماعات المتمردة، مما ساعد على دحر حركة الصحوة وتدنى سيطرتها.
جيش صدام
صحيفة التايمز وتقرير لجوردان سيغال بعنوان “البغدادي المريض يضع تنظيم الدولة الإسلامية تحت إمرة “الأستاذ”.
ويقول الكاتب، وفق ما نقلته بي بي سي عربية، إن البغدادي سلم إدارة الشؤون اليومية لتنظيم الدولة الإسلامية لمساعده عبد الله قرداش، المعروف بلقب “الأستاذ” وهو ضابط سابق في جيش صدام حسين بزغ نجمه في التنظيمات المتطرفة بعد سقوط صدام عام 2003. ويضيف الكاتب أن القرار يزيد من التكهنات حول حالة البغدادي الصحية.
وتقول الصحيفة إن القوات الأمريكية اعتقلت كلا من البغدادي، 48 عاما، وقرداش، وعمره غير معلوم، عام 2003 لصلاتهما بتنظيم القاعدة، واعتقلا سويا في البصرة، حيث يعتقد أن البغدادي استغل قدراته كداعية جهادي، وتمكن من تجنيد المئات من السجناء لقضيته، وكون رؤيته لما وصفه بأنه دولة الخلافة.
وقال فاضل أبو رغيف، وهو محلل أمني سابق مع الحكومة العراقية، للصحيفة “البغدادي لن يتخلى عن منصبه، فقد أعطى قرداش مهمة محددة تتعلق بالمهمات اللوجستية والحركة”.
وأضاف أبو رغيف “توجد ثلاثة أسباب مرجحة لاختيار البغدادي لزعيم آخر داخل التنظيم: سد الثغرات في التنظيم، وللاتحاد مع قرداش، الذي يحظى بشعبية وسط أعضاء التنظيم، وتحضيره لزعامة جديدة في مرحلة لاحقة”.
خطر قائم
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنه في الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران نفذ تنظيم الدولة الإسلامية “عمليات اغتيال وتفجيرات انتحارية وعمليات متعمدة لحرق محاصيل زراعية”.
وفي أبريل/نيسان الماضي أصدر زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، أول فيديو له منذ خمسة أعوام، يدعو فيه أتباعة لمواصلة القتال.
ويضيف التقرير أن ما بين 14 و18 ألفا من مقاتلي التنظيم ما زالوا في سوريا والعراق. وتقول الصحيفة إن التقرير الذي أعتده البنتاغون يأتي وسط قلق من أن تتسبب تحولات جيوسياسية في الشرق الأوسط في تقويض الانتصارات التي تحققت حتى الآن ضد التنظيم.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي