شككت صحف محلية تركية بقدرة حكومة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بالاستمرار حتى عام 2023، وهو العام الذي سيحتفل فيه الأتراك بمئوية بلادهم بشكلها الحالي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وهزيمة الدولة العثمانية أمام محور الحلفاء.
ولفتت صحيفة “أوراسيا ديلي”، إلى حالة اللا إستقرار التي تعيشها البلاد خلال السنوات الأخيرة، مضيفة في مقال لها: “في طريقها إلى الذكرى المئوية لتأسيسها، تواجه جمهورية تركيا تحديات جديدة، كما تجد نفسها مضطرة إلى تكريس جهود كبيرة لحل المشاكل القديمة”.
كما أشارت الصحيفة في مقالها إلى حالة حزب العدالة والتنمية الحاكم، مؤكدةً أن كل المؤشرات تدل على أن العام 2023 سيأتي وحكومة “أردوغان” تشهد حالة من التخبط والضعف، خاصةً في ظل ما أسمته مسلسل المصائب التي بدأت تنهال على حكمه منذ خسارة حزبه الانتخابات في اسطنبول وأنقرة.
إلى جانب ذلك، أرجع المقال حالة الحزب الحالية التي تخللها انشقاقات وظهور أحزاب وليدة منافسة شكلها حلفاء سابقيين وقياديين في العدالة والتنمية؛ بسلسلة مشكلات تعيشها البلاد بشكل عام، على رأسها التخبط الاقتصادي، وعودة العامل الكردي إلى الواجهة بشدة.
وأضافت الصحيفة: “المسألة الكردية تحديداً تعتبر واحدة من أخطر الأمور لا سيما وأن الجيش التركي وقوات الأمن التركية يشنان، منذ نهاية شهر أغسطس، عملية لمكافحة الإرهاب تحمل اسم كيران في ستة أقاليم في جنوب شرق البلاد”.
وعرض المقال ما اعتبره أدلة على الحالة الفعلية للنظام الحاكم في تركيا، وأن حكومة “أردوغان” بالكاد تقوى على الصمود أمام التأثير التضافري للعوامل والمشاكل الداخلية، مضيفاً: “طلب الناخب التركي على التغيير يفوق بوضوح قدرة النظام السياسي الحالي على إخماد السخط المتزايد للجماهير، وتحييد “الجبهة” الكردية في الجنوب الشرقي، والحفاظ على الاقتصاد على قدميه، والتغلب على التحديات الخارجية، في المقام الأول من الاتجاه السوري تنمو الكتلة الحرجة من المشاكل باستمرار، ويصبح حلها حتى العام 2023 وهما على نحو متزايد”.
وكان حزب العدالة والتنمية قد تعرض خلال الفترة السابقة لعدة أزمات هزت كيانه، حيث أعلن كل من رئيس الحكومة السابق وحليف “أردوغان” السابق “أحمد داوود أوغلو” استقالته من الحزب وتشكيله حزب جديد، وهي الخطوة ذاتها التي اتخذها نائب رئيس الحكومة الأسبق والقيادي في الحزب “علي باباجان” وذلك في ظل تنامي خلافات الرجلين مع سياسة الرئيس.
محللون أيضاً كانوا قد توقعوا في وقت سابق أن الانقسامات وظهور أحزاب جديدة من حلفاء أردوغان يشير إلى أن الانتخابات القادمة ستشهد نتائج كارثية بالنسبة للعدالة والتنمية، خاصة وأن المنشقين عن الحزب يعتبرون من أركان وعرابي السياسة التركية خلال السنوات العشرين الماضية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي