كلام بالغ الصراحة، الوضوح، كلام لايحتاج إلى برهان:
ـ إما الدولة، وإما حزب الله.
واحدهما لابد وينفي الآخر، فالكلام عن إلزام حزب الله بتسليم سلاحه، كما لو يطلب منه تسليم رقبته للمقصلة، فهو الحزب الذي انطلق من السلاح، وآل إلى السلاح، واحتكم إلى السلاح، وبلا سلاحه لايساوي شيئًا بمواجهة “طبق تبوّلة” لبناني، وهو الحزب المنافي لكل بنية لبنان التاريخية، الثقافية، وللمزاج العام اللبناني المتطلب إلى الحياة لا إلى الإيغال بالموت.
واليوم تاتي المقايضة في فيينا:
ـ تسوية مع إيران.
ولا نعرف حقيقة أثمان هذه التسوية، وهل ستشمل لبنان بما يعني إطلاق يد الملالي في إيران وكفها عن لبنان، أو إطلاق يدها في كلا البلدين مقابل مقايضة في مكان آخر قد يكون اوكرانيا أو سواها من مناطق النزاع في هذا العالم الي لايخلو مكان منه لاتدخله إيران.
لبنان الفساد، فساد المؤسسة والاحزاب، حقيقة قد لا ترتبط بحزب الله، غير أن اجتثاثا الفساد وتقويم الحوكمة والإصلاح لن يكون ممكنًا بوجود حزب الله، فالحكوكمة تتطلب الدولة، والدولة لاتكون والميليشيا تركب اكتافها، والدولة لاتكون وقرار السلم والحرب ليس بيدها، والدولة لاتكون بجيشين، واحد مفقر، والثاني ممول بالمسيرات والصواريخ الذكية التي قد تطال أعناق اللبنانيين.
ولا حل وسط في الصيغة اللبنانية.
أحدهما مرهون بنفي الآخر:
ـ إما الدولة بقضها وقضيضها وفسادها القابل للإصلاح.
وإما الميليشيا وتأبيد الجوع والفساد.
وبانتظار ما سيؤول عليه الحال في فيينا.
قد تأتي الرياح بما يشنهي اللبنانيون بعد أن فقدوا شهوة الحياة.