fbpx

واشنطن أفرجت عن “تاج الدين” في إطار تفاهمات غير مباشرة مع طهران

مرصد مينا – الولايات المتحدة

كشفت وكالة “رويترز” أن إطلاق سراح رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، الذي كان سجينا لدى الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية اتهامه بتمويل ميليشيا “حزب الله”، جاء في إطار “تفاهمات غير مباشرة بين واشنطن وطهران”.

وأفرجت الولايات المتحدة عن تاج الدين في الـ11 حزيران، ووصل إلى لبنان الأسبوع الماضي، رغم عدم انتهاء مدة حكمه.

الوكالة حصلت على معلوماتها من ثلاثة مسؤولين كبار في الشرق الأوسط، أكد اثنان منهما أن الإفراج عن رجل الأعمال اللبناني كان جزءا من المسار نفسه الذي أسفر العام الماضي عن الإفراج عن نزار زكا، رجل الأعمال اللبناني المقيم إقامة دائمة في الولايات المتحدة، من إيران، ووسام جودوين، وهو مواطن أمريكي، من سوريا، لافتين إلى أن اللواء عباس إبراهيم رئيس جهاز الأمن العام اللبناني يقوم بدور الوسيط الرئيسي في العملية.

وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد ذكر أن تاج الدين أطلق سراحه بسبب مخاوف صحية، واصفا التقارير التي تفيد بأن الإفراج كان جزءا من صفقة خلف الكواليس بـ”غير الصحيحة”.

كما نفى شبلي ملاط محامي تاج الدين أن يكون للإفراج أي علاقة بإطلاق سراح سجناء آخرين، مؤكدا أنها “كانت عملية قضائية بحتة”.

المسؤولون الثلاثة الذين تحدثوا إلى “رويترز”، ولم تكشف هوياتهم، هم مسؤول كبير في الشرق الأوسط، ودبلوماسي إقليمي، بالإضافة إلى مسؤول لبناني كبير.

المسؤول في الشرق الأوسط قال إن “إطلاق سراح تاج الدين يأتي ضمن مسار طويل من عمليات التبادل التي ستحدث لاحقا على مستوى واسع، لا يزال هناك من سيفرج عنهم الجانبان. ستستمر هذه العملية”.

من جهته، كشف الدبلوماسي الإقليمي أن الإفراج عن تاج الدين مقدمة لمزيد من الصفقات المحتملة التي تشمل نحو 20 شخصا، مشيرا إلى أن “جميع الأطراف المعنية تختبر بعضها البعض إذ لا توجد ثقة”.

أما المسؤول اللبناني الكبير فقد أكد أن العملية مستمرة في سرية تامة، وبدأت بتسليم جودوين والأجانب الآخرين الذين تحتجزهم سوريا التي تتحالف حكومتها مع إيران وحزب الله.

وكانت الحكومة الأمريكية قد وضعت تاج الدين، عام 2009، على لائحة الإرهابيين الدوليين ومنعت أي تعامل معه، لأنه يدير شبكة من الأعمال في لبنان وإفريقيا، ويضخ ملايين الدولارات في حسابات “حزب الله”.

وبحسب ملفات الادعاء، فإن رجل الأعمال اللبناني نجح بالرغم من العقوبات في متابعة أعماله خصوصا في إفريقيا، كما نجح في استغلال النظام المصرفي في الولايات المتحدة، حيث تمكن خلال الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2016 من تحويل أموال عبر المصارف وشراء بضائع من الولايات المتحدة وصلت قيمتها 50 مليون دولار.

وقدرت السلطات الأمريكية المبالغ التي حولها تاج الدين مع عدد من الأشخاص المشتركين معه بين بلدان عديدة خلال تلك الفترة ما قيمته مليار دولار.

وتم اعتقال تاج الدين في مطار الدار البيضاء بالمغرب، عام 2017، بناء على مذكرة دولية، وجرى تسليمه للسلطات الأمريكية، التي حكمت بسجنه 5 سنوات، وتغريمه 50 مليون دولار كـ”تعويض عن خرقه قوانين الأموال” في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى