على الرغم من حيادية الموقف الرسمي الأمريكي حيال التظاهرات التي تعم الشارع اللبناني، والتي أدت إلى استقالة رئيس الحكومة “سعد الحريري”، لكن أصواتاً من داخل البيت الأبيض أكدت أن واشنطن تؤيد مطالب الشعب اللبناني.
كما أكدت هذه المصادر التي لم تفصح عن هويتها أمام الإعلام، عن وجود شبه توافق على أن إدارة الرئيس الأميركي ترى في لبنان أمرين مختلفين: الأول هو أن حزب الله تنظيم إرهابي ويجب مكافحته، والثاني هو أن المتظاهرين يقومون بعمل مستقل، ولا تريد الولايات المتحدة الوصل بين سياستها ضد حزب الله وما يطالب به المتظاهرون، بل يعتبر الأميركيون في الإدارة أن ما يجري في لبنان هو حدث “تاريخي” ويجب دعمه لضمان وصول اللبنانيين إلى حكومة “صالحة” تعالج مشاكل الفساد والركود الاقتصادي، أما مواجهة حزب الله فمسألة أخرى.
كما يؤكد رجالات صنع القرار داخل الإدارة الأمريكية أن إصلاح الدولة اللبنانية سيكون له تأثير ما على تمويل حزب الله، المنخرط في تمويل نفسه ونشاطاته من خلال التخريب واستغلال خزانة الدولة اللبنانية.
ويشير بعض المسؤولين الأميركيين إلى أن بعض النقاشات الداخلية تلمّح إلى أن ما يحدث هو تحرّك ضد حزب الله وإيران وأهدافها، لكن هذا الكلام ليس جزءاً من الخطاب الرسمي الأميركي.
وينظر ناشطون لبنانيون إلى أن الولايات المتحدة ترى أنها لا تملك وسائل الضغط الكافية للتأثير على مسار الأحداث، كما أنها مصابة بـ”متلازمة الاتهام” ولا تريد أن تظهر وكأنها تؤيّد المتظاهرين فتبدو بالتالي وكأنها تقوم “بعمل سلبي” يؤذي المطالب بدلاً من تشجيعها.
وتؤكد الإدارة الأمريكية أن كل الحكومة اللبنانية متورطة في أعمال فساد، وهي التي أوصلت الشعب اللبناني إلى ما وصل عليه اليوم، وترفض الإدارة الأمريكية حتى اليوم التصريح أو التعرض بالحديث لأي شخصية سياسية لبنانية، حتى بعد أن أعلن رئيس الحكومة “سعد الحريري” استقالته.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي