بالرغم من كشف الأوراق الإيرانية، وتساقط ممثليها من على خشبة المسرح، إلا انها لا تزل تجيد أدوار التمثيل، متوهمة بتصديق العالم لأداءها، إذ يمارس قادة إيران وساستها، الرقص على كل حبال الكذب، بخفة، ما دامت قد توافرت لهم الأدوات التي لا تنطلي على العالم.
وبعد مناورة إيرانية، مكشوفة، غيّرت طهران خلالها، اسم ناقلة النفط “غريس-1” إلى “أدريان داريا-1” وبدلت علمها ومسارها، أفرج مضيق جبل طارق عن الناقلة التي تعهدت إيران بعدم ارسال حمولتها لدعم النظام السوري، وأظهرت بيانات شركة “ريفينيتيف” لتعقب حركة السفن، أن ناقلة النفط الإيرانية التي كانت محور أزمة بين طهران والغرب، غيرت وجهتها إلى كالاماتا باليونان.
وأشارت بيانات “ريفينيتيف”، إلى أن ناقلة النفط الإيرانية التي غيرت اسمها إلى “أدريان داريا-1” غادرت جبل طارق في حوالي الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي لمقاطعة جبل طارق ذاتية الحكم، التابعة للتاج الملكي البريطاني.
وأعرب رئيس وزراء حكومة جبل طارق عن شكوكه بشأن إمكانية توجه الناقلة المفرج عنها إلى سوريا، قائلا إن بلاده تتوقع من طهران الوفاء بتعهداتها بهذا الشأن، وسبق ذلك رفض سلطات جبل طارق طلباً أمريكياً باحتجاز الناقلة، معللة قرارها بأن القوانين الأوروبية لا تسمح بذلك.
وكانت السفينة “غريس 1” ترفع العلم البنمي عند احتجازها، ولتمكينها من مواصلة إبحارها تمت تسميتها بـ “أدريان دريا” ورفع عليها العلم الإيراني الذي شوهد الأحد يرفرف على متنها.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية “مورغان أورتاغوس” هددت طاقم الناقلة “غريس 1” التي تحمل النفط الإيراني، وقالت إنه سيواجه “عواقب” بما في ذلك رفض دخولهم للولايات المتحدة، إذ تسعى الولايات المتحدة إلى عرقلة المساعي الدولية في حل الأمور سلمياً، إذ أنها ما تزال تطالب باحتجاز الناقلة الإيرانية غريس1، والتي أصبح اسمها “أدريان دريا”، والتي غيرت وجتها بحسب موقع تعقب السفن.
ويقول مراقبون ان إيران لن تتوقف عن تهديداتها المستمرة والتي من شأنها رفع وتيرة التصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “عباس الموسوي” اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة سترتكب خطأ جسيما له تداعيات في حال قررت احتجاز ناقلة النفط أدريان دريا غريس-1 سابقا”.
المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، “مورغان أورتاغوس”، صرحت سابقا، أن ناقلة النفط الإيرانية “غريس 1” كانت تقدم المساعدة للحرس الثوري الإيراني، الذي تعتبره واشنطن، منظمة إرهابية، من خلال نقل النفط من إيران إلى سوريا عندما تم ضبطها في مضيق جبل طارق الشهر الماضي، وأوضحت أورتاغوس في بيان لها أن “أفراد طواقم السفن التي تساعد الحرس الثوري الإيراني، عبر نقل النفط من إيران قد يكونون غير مؤهلين للحصول على تأشيرات أميركية، أو قد يرفض دخولهم إلى الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالإرهاب”، حسب أندبندنت عربية.
كما أشارت لمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إلى أنه “على قطاع البحرية أن يدرك أن الحكومة الأميركية تنوي إلغاء التأشيرات التي يحملها أفراد طواقم كهؤلاء”، وشددت على عدم تغيير موقف الولايات المتحدة بقولها “في حالة ناقلة النفط غريس 1، سوف نستمر بالعمل طبقا لسياساتنا الحالية فيما يتعلق بهؤلاء الذين يقدمون دعما ماديا للحرس الثوري الإيراني”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي