حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من مغبة ما أسمته تقديم المساعدة لنناقلة الإيرانية “رايس1″، مشيرة إلى أنها قد تأتي كدعم لمنظمة تدرجها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية.
وكشف مسؤول أمريكي ، الاثنين، أن حكومة بلاده نقلت للحكومة اليونانية ما وصفه بـ”الموقف القوي” بشأن الناقلة الإيرانية التي أبحرت إلى اليونان، بعدما أفرجت عنها حكومة جبل طارق في وقت سابق.
حيث عمدت طهران الى مناورة مكشوفة، غيّرت خلالها، اسم ناقلة النفط “غريس-1” إلى “أدريان داريا-1” وبدلت علمها ومسارها، الامر الذي دعا حكومة جبل طارق الى الافراج عن الناقلة التي تعهدت إيران بعدم ارسال حمولتها لدعم النظام السوري، وأظهرت بيانات شركة “ريفينيتيف” لتعقب حركة السفن، أن ناقلة النفط الإيرانية التي كانت محور أزمة بين طهران والغرب، غيرت وجهتها إلى كالاماتا باليونان.
وقال وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” إن بلاده تشعر بالأسف حيال إطلاق سلطات منطقة جبل طارق البريطانية سراح ناقلة النفط الإيرانية بعد احتجازها طوال أسابيع، مضيفاً: “بيع طهران النفط الذي تنقله هذه الناقلة سيتيح لها المساهمة في تمويل القوات المسلحة الإيرانية التي زرعت الرعب والدمار وقتلت أميركيين حول العالم”.
وكانت الناقلة قد احتجزت في جبل طارق بعد اتهام واشنطن والاتحاد الأوروبي لها بكسر العقوبات المقروضة على النظام السوري ونقل شحنات من النفط إلى الموانئ السورية، قبل أن تعود السلطات في جبل طارق للإفراج عنها مجدداً، وبيت حكومة جبل طارق أنها لم تكن تستطيع أن تطلب من المحكمة العليا استمرار احتجاز الناقلة بناء على طلب الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على إيران والمتبع في جبل طارق أضيق بكثير من ذلك الذي تفرضه واشنطن.
وفي أول رد فعل أمريكي على الإفراج عن الناقلة، أصدرت محكمة اتحادية في واشنطن قرارا باحتجاز الناقلة والنفط الذي تنقله وقرابة مليون دولار في إطار ما أسمته مخالفات لقانون الولايات المتحدة، رابطةً قرارها بوجود صلات بين الناقلة وحرس الثوري الإيراني الذي تعتبره منظمة إرهابية.
من جهتها أبدت إيران استعدادها لارسال قطع من البحرية الإيرانية لمرافقة السفينة في طريق عودتها إلى إلى ايران بعد أن غير اسمها إلى “الناقلة أدريان”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي قد فرضا حصاراً افتصادياً على النظام السوري جراء ما أسموه ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في سوريا خلال السنوات الماضية، وطالت العقوبات بشكل أساسي قطاع النفط والقطاع المصرفي، كما طالت أيضا شخصيات سياسية ورجال أعمال على صلات وثيقة بالنظام، إلى جانب مسؤولين عسكريين وأمنيين على رأسهم بشار الأسد وأفراد من أسرته.
وتتهم واشنطن إيران بدعم نظام بشار الأسد مالياً وعسكرياً بالإضافة إلى المشاركة المباشرة بعمليات القتل والجرائم المرتكبة هناك من خلال مجموعات من الميليشيات الإيرانية التي تتبع مباشرة للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس بقيادة العميد قاسم سليماني الذي ظهر في الكثير من الصور على عدد من جبهات القتال.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي