بعد سنوات من القتال والدمار التي لحقت بأفغانستان توصلت الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان إلى اتفاق من شأنه تأهيل البلاد لمرحلة جديدة يجب أن تكون أفضل وأكثر استقراراً.
وجرت في العاصمة القطرية الدوحة اليوم المفاوضات بين وفدي طالبان وواشنطن، وتوصل الوفدان إلى اتفاق يقضي إلى فترة انتقالية مدتها 14 شهر.
وقالت مصادر إعلامية؛ إن النقاشات مستمرة حول رفض طالبان استمرار واشنطن تقديم الدعم لحكومة كابل خلال المرحلة الانتقالية، وأكدت المصادر نفسها أن الاتفاق سيتضمن تشكيل حكومة مؤقتة في كابل تشارك فيها طالبان بشغل وزارات سيادية.
وتسود أجواء إيجابية المفاوضات بين الطرفين، كما ويوجد توجها لتوقيع الاتفاق النهائي خلال الجولة الراهنة.
ومن المتوقع أن يتضمن الاتفاق سحب أكثر من 13 ألف جندي أمريكي من أفغانستان ضمن جدول زمني واضح، وهو المطلب الرئيسي لطالبان، إلى جانب وقف إطلاق النار بين الحركة والأمريكيين، أو على الأقل “خفض العنف”.
واستهزء الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الثلاثاء الفائت 20 آب الحالي قائلاً: نحن هناك-في أفغانستان- منذ 18 عاما… هذا أمر مثير للسخرية”، واصفا المفاوضات مع كابل وطالبان بأنها جيدة.
وبحال تم إنجاز هذا الاتفاق، فستكون أفغانستان أحزت تقدماً تاريخياً، لمرور 18 عام على الاجتياح الأمريكي لأفغانستان وطرد حركة طالبان من السلطة- بوصفها ربيبة لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق- وذلك عقب هجمات 11 أيلول 2001 التي شنتها القاعدة ضد برجي التجارة العالميين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدأت هذه جولة المفاوضات هذه الخميس الفائت 22 آب الحالي، في العاصمة القطرية الدوحة على خلفية مقتل جنديين أمريكيين الأربعاء بأفغانستان، وانفجارات عشرة هزت مدينة جلال آباد الإثنين الماضي 19 آب الحالي، فضلا عن هجوم “انتحاري” استهدف حفل زفاف السبت الماضي بالعاصمة كابل موقعا ثمانين قتيلا وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنه.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي