مليوني طفل مهددون بالمجاعة والجوائح، أما التعليم فبالقطع مغلق في وجوههم، وهؤلاء أطفال سوريون، من ضحايا التنازع على السلطة.
نقول “التنازع على السلطة” وقد دُفنت ثورة الحرية، وبات السوري أمام واحد من اثنين:
ـ سلطة متغولة بدمه.
معارضة هي المنتج الأكثر تشوّهًا من منتجات السلطة.
وبالمحصلة هم ضحايا التوأم الذي لاينفصل أحدهما عن الآخر وإن ظهرا في خندقين متضادين.
والقضية السورية مجمّدة برمتها.. لاحوارأ ولا تسويات، ولا منتصر أو مغلوب سوى الشعب المغلوب، بمن فيه من يمثل حاضنة للسلطنة أو ذاك الذي يمثل حاضنة للمعارضة، وكليهما لاهذا ولا ذاك حاضنة، فعلى كلا الطرفين “الحمل” كاذب، أما مخاطره فبالغة الصدق.
العالم كل العالم تخلّى عن القضية السورية، حتى بات الموت السوري خبر متاخر جدًا في نشرات الأخبار، ومن في المنافي في المنافي، ومن في المخيمات في المخيمات، ومن مايزال في بيته ، فسقفه يدلف، ومخزونه من الغذاء فارغًا أما الدواء بـ “بالاتكال على الله”.
المعارضات “على تشعبها وتعددها ومشاربها وارتهاناتها ورهاناتها”، باتت مجرد دكاكين، دكاكين تبيع بضائعها لزبائنها وزبائنها منها لامن على الرصيف، والنظام ينتعش بانتصارات كاذبة واهمة، فيما رقبته تتنقل من يد الروسي إلى يد الإيراني، وإذا ماعرض الإسرائيلي بضاعته (ولن يعرضها) فهي جاهزة لبيع الرقبة، والكل في العطالة.
العطالة التي تعني “الكرة الملساء على الزجاج الأملس” تتدحرج الى مالانهاية دون أن تغير مسارها، فيما الجوع ليس هذا حاله، واليأس ليس هذا حاله، والجيل وراء الجيل من الأطفال الذين يكبرون، يكبرون في مخيمات أقلة بلا مدارس، ليتحول هذا الجيل ومن سبقه وربما من سيأتي الى جيل “أميّ” ليس ثمة وعد واحد بمحو أميته.
العالم غسل يديه من المسألة السورية.. الأمريكان مشغولين بالصين، والروس مشغولين بالاستئثار بالموانئ، والإيرانيون مشغولين بالقتل وشراء العقارات واللطميات في سوق الحميدية، والإسرائيليون يتفرجون على المشهد، مع دعوات “ربنا زد ولا تبارك”، فيما المجموعة العربية، مشغولة بالمجموعة العربية، فالحروب العربية العربية لاتتوقف، وهاهي تتصاعد وإلى المزيد، بما جعل السوري يتيمًا كل اليتم، باستثناء أمومة اللجوء، وهي الأمومة المؤقتة، التي لابد وللمرضعة فيها التوقف عن الارضاع.
ـ لامبادرة أهلية.. لاخطة طريق أممية.. لاشخصيات سورية وازنة / جامعة تقترح حلاً.
والحلول مازالت بيد أصحاب الكارثة وصناعها ومؤسسيها وولاديدها “نظام ومعارضة”.
و… الموجة تجري وراء الموجة.
دون أن يصاحبها ذاك الغناء الرحيم الذي طالما سمعتاه من السيدة أم كلثوم.