مرصد مينا
أفادت وزارة الصحة السودانية، أمس الأربعاء، بارتفاع إجمالي الإصابات بوباء الكوليرا إلى 24,604 حالة، مسجلةً 699 وفاة، وانتشار المرض في 11 ولاية من أصل 18 ولاية سودانية.
وشملت الولايات الأكثر تضرراً الجزيرة وسنار والنيل الأبيض، حيث ارتفعت معدلات الإصابة، في حين شهدت ولايات أخرى مثل الخرطوم وكسلا ونهر النيل انخفاضاً في الإصابات.
ويعاني القطاع الصحي في السودان من تدهور كبير نتيجة الصراع المستمر في البلاد منذ أكثر من 18 شهراً، مما أدى إلى نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية، وساهم في تفشي الأوبئة.
وأرجع مسؤولون صحيون انتشار الكوليرا إلى ضعف نظم مكافحة المرض، وتكدّس النفايات في الشوارع والمناطق السكنية، ما أدى إلى تكاثر الذباب وانتقال العدوى.
في هذا السياق، أكدت ليلى حمد النيل، مديرة إدارة الأوبئة في وزارة الصحة، أن الكوليرا تعد من الأمراض شديدة الانتشار، وأن الحد من تفشيها يعتمد بشكل أساسي على توعية المواطنين، وتحسين الإصحاح البيئي، وزيادة نسبة الكلور في المياه في المناطق غير المتضررة.
كما أشارت إلى أن الوزارة قامت بفتح مراكز علاجية في الولايات المتضررة وزيادة قدرات الترصد للكشف المبكر عن الحالات.
إلى ذلك، شهدت ولاية القضارف، التي تستضيف آلاف النازحين، جهوداً مكثفة من السلطات الصحية بالتعاون مع الهلال الأحمر لتوعية السكان وإضافة مادة الكلور للمياه.
ورغم تحسن الوضع في بعض المناطق، لا يزال التحدي قائماً مع استمرار انتشار المرض وتدهور الخدمات الصحية، خاصة في العاصمة الخرطوم حيث تم رصد حالات مؤكدة بعد حملات تطعيم مكثفة.
ومع استمرار تفشي الكوليرا في عدة ولايات، وجهت وزارة الصحة دعوات مكثفة إلى المواطنين بضرورة اللجوء إلى أقرب مراكز صحية عند ظهور أعراض الإصابة بالكوليرا، مشددةً على أهمية الفحص الطبي والعلاج السريع.
وأشارت الوزارة إلى أن الكوليرا مرض شديد العدوى وسريع الانتشار، وقد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج المصاب بشكل فوري، حيث يؤدي فقدان السوائل السريع إلى تعريض المريض لخطر الجفاف.