بات واضحًا أن هنالك تفاهمًا روسيًا أمريكيًا، على:
ـ إخراج إيران من سوريا.
البحث الجدي بمصير بشار الأسد على قاعدة إخراجه من الحكم.
وما بين التفاهمين تفاصيل، وهاهي روسيا تعطّل صواريخ النظام المضادة للطائرات الإسرائيلية وهي تقصف المواقع الإيرانية في سوريا، أما عن مصير بشار الأسد، فالإعلام الروسي يشتغل على الكشف عن فساده وفساد عائلته، بالإضافة لتشجيع الانقسامات داخل صفوف النظام، دون نسيان التضييق على حامله الاجتماعي في الطائفة العلوية وهو تضييق مزدوج:
ـ تضييق فاسدي النظام على أنصار النظام.
والتضييق عبر العقوبات الدولية والتي اوصلت الليرة السورية إلى هبوط لاسابق له، بما جعل الحياة مستحيلة أمام السوريين مادام هذا النظام موجودًا ومادام آل الأسد في الحكم، وهذا التضييق لاشك سيبدو بالغ التواضع ما بعد تفعيل قانون قيصر، بما سيجعل أنصار النظام يتساءلون:
ـ ما الذي تبقّى لهم؟ وما هو مبرر قبولهم بهكذا نظام فاسد، ومطوّق، ومقاطع؟
يأتي ذلك على التوازي مع تمتين حالة عسكرية سورية في شمال شرقي سوريا، عبر رعاية وحدة الفصائل الكردية، وبدعم من المملكة العربية السعودية، كما بدعم أمريكي مفتوح، وذلك بعد التشققات التي أصابت الفصائل العسكرية المعارضة، وهي الفصائل التي ارتمت في الحضن التركي، والتي لم تسمح اقتتالاتها بالاستمرار في دعمها، هذا بالاضافة لارتكاباتها وفسادها، وهي ارتكابات وفساد لايشبهها سوى ارتكابات وفساد النظام، ما يعني أن الرهان على الفصائل الكردية بات ابرز الرهانات الأمريكية وبالتوافق مع الروس، وإن كانت المواقف الروسية متكتمة بفعل العلاقات الروسية / التركية، غير أن المطلعين على حقائق الدور الروسي، يعرفون أن اولوية الروس اليوم هي اخراج الايرانيين من سوريا، كخطوة باتجاه فتح الخطوط مع القوات الكردية، وهذا أمر يعرفه الأتراك دون ريب، ما يدفعهم لمد الخطوط مع إيران، وليست محطة الجزيرة القطرية بمنأى عن هذا، والشريط الذي بثته “الجزيرة” في تمجيد قاسم سليماني لم يكن خارج الرضى التركي إن لم نقل، إن لم يكن بأوامر تركية، ما يعني أن تحالفًا ايرانيًا تركيًا ستشهده سوريا في الأيام المقبلة، ولن تكون هذه الأيام بعيدة، عقب التصالحات الكردية / الكردية، التي تعني جيشًا موحدًا، يشمل بالإضافة للكرد عشائر عربية.
الصراع الفاتر اليوم سيكون ملتهبًا غدًا، والأولويات المتوافق عليها ستكون اولاً بإخراج الإيراني، وثانيًا بإخراج بشار الأسد من السلطة، وسيكون للروس دورًا محوريًا في كلا الاولويتين، خصوصًا إذا ما أخذ الأمريكان المصالح الروسية في سوريا بعين الاعتبار، وحتمًا سيأخذ الأمريكان المخاوف الروسية بعين الاعتبار وتذليل هذه المخاوف.
بالنتيجة، ستكون الأيام المقبلة شديدة الوطأة على النظام في دمشق، كما ستكون شديدة الوطأة على القوات الإيرانية في سوريا.
قد يطول الوقت أو يقصر، ولكن المؤكد أن النظام آيل للسقوط، والإيراني سيكون خارج سوريا، ومع كل خطوة من هذه الخطوات ستزداد حياة السوريين قسوة وصعوبة، غير أنه ما من دواء يساوي (الكيّ)، فسوريا اليوم هي الجرح المفتوح، وترميم الجراح لابد ويحمل الكثير من الألم.
ـ تلك مسيرة مآلات الطغيان.
وجوده كارثة، ولإزالته لابد من الكوارث.
هو الكارثة (اليقينية).. ما بعده كوارث (محتملة).