تعمل السلطات الفلسطينية على مواجهة الأطماع الإسرائيلية الواضحة في المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة، وفي مدينة القدس بالتحديد، بكافة الوسائل، وأساس هذه المواجهة هم الفلسطينيون والمقدسيون، إذ يعمل السكان بكافة انتمائاتهم وأطيافهم على مواجهة التهويد الإسرائيلي للمدينة المقدسة، ويرابطون على مدار الساعة داخل المسجد الأقصى بالتحديد، حيث تتوجه أنظار اليهود لبناء ما يدعون أنه “هيكل سليمان”.
ففي مقابلة صحفية لوزير القدس “فادي الهدمي”، حذّر “الهدمي” من أنه في حال خسارة معركة القدس، فإن ذلك سيقود نحو خسارة جميع المعارك المستقبلية، ودعا ملايين العرب والمسلمين للتدفق نحو القدس لزيارتها ودعمها.
وقال “الهدمي”؛ إن “الفترة الأخيرة، وخاصة العام 2019، كانت أحد أحلك وأظلم الفترات التي عاشتها مدينة القدس، في تبعات للزلزال الناجم عن القرار الأمريكي الجائر بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها”.
وأوضح “الهدمي” كلامه قائلاً: “لا نبالغ عندما نقول إننا عشنا – وما زلنا- فترة فارقة من الزمن، فقد كانت هناك هجمة إسرائيلية وتوحش إسرائيلي منقطع النظير، فنشهد عملية تسارع في الاستيطان وهدم المنازل وتغيير المعالم وطمس الهوية وتغيير للوضع القائم في المسجد الأقصى، ونشهد اعتقالات للقيادات الفلسطينية في مدينة القدس، ومحاربة فعاليات بما فيها حتى عزاء موتى وفعاليات رياضية واجتماعية”.
وأضاف وزير القدس في الحكومة الفلسطينية : “وبالتالي، فإن هناك حرباً شاملة وكاملة بعد هذا الاعتراف الأمريكي الظالم على كل المفاصل بمدينة القدس، ولا نبالغ إن قلنا إننا نعيش فترة ظلام دامس في القدس بسبب هذه الهجمة الإسرائيلية التي تزداد توحشاً من خلال وضع الحقائق على الأرض تحت سياسة الضم والقتل وجعل القدس العربية ‘غيتو’ (معزل) صغير جداً ضمن ما يسمونه بحدود بلدية القدس الكبرى”.
وناشد “الهدمي” كل المسلمين للوقوف صف واحد لحماية القدس والمسجد الأقصى: “نحن أمام فترة فارقة تستوجب علينا كفلسطينيين وعرب ومسلمين أن نقف صفاً واحداً في الدفاع عن المسجد الأقصى الذي هو ليس فقط للفلسطينيين والمقدسيين، فهو ذو بعد عربي وإسلامي كبير، وإذا ما خسرنا معركة القدس فقد خسرنا كل المعارك التي يمكن أن نخوضها في المستقبل”.
وفي 6 / كانون أول 2017، اعترف الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي منتصف عام 2018 نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.