
مرصد مينا
قال وزير الصحة في الحكومة السورية، مصعب نزال العلي، إن الكوادر الصحية التابعة للوزارة لم تتمكن حتى الآن من دخول محافظة السويداء، بسبب ما وصفه بـ”تحذيرات” صادرة عن جهات تتبع للشيخ حكمت الهجري والتي منعت الكوادر من مباشرة أعمالها الطبية والإنسانية ميدانياً في المحافظة.
وأوضح العلي، في تصريحات تلفزيونية مساء الأربعاء، أن المساعدات الطبية والإنسانية تصل يومياً إلى السويداء عبر الهلال الأحمر العربي السوري، لكنها لا تتم من خلال فرق وزارة الصحة، نتيجة الأوضاع الأمنية المتوترة التي تشهدها المنطقة منذ عدة أسابيع، مؤكداً أن “الشيخ الهجري يعيق دخول فرقنا حتى اللحظة”.
استمرار تدفق المساعدات عبر ممر بصرى الشام
في سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية بدخول عشر حافلات برفقة سيارات للهلال الأحمر السوري من ممر بصرى الشام الإنساني، بهدف إجلاء مدنيين من المناطق المتوترة داخل السويداء، وذلك ضمن خطة لإخراج العائلات الراغبة بمغادرة مناطق الاشتباكات.
كما دخلت قافلتان من المساعدات الإنسانية إلى الممر ذاته بمحافظة درعا، تمهيداً لإدخالهما إلى السويداء، وتوزيع محتوياتها على العائلات المتضررة من العمليات العسكرية الأخيرة، بإشراف مباشر من فرق الهلال الأحمر.
تأمين الوقود وتشغيل آبار المياه
من جانب آخر، أعلن المكتب الصحفي لمحافظة السويداء عن وصول قافلة محروقات تحتوي على 24 ألف لتر من مادة الديزل، خُصصت لتشغيل 27 بئراً لمياه الشرب، وذلك في إطار الجهود المبذولة لضمان استمرارية ضخ المياه إلى الأهالي، في ظل تعطل عدد من الخدمات الحيوية الأساسية.
وبحسب المكتب، تعمل الجهات المعنية حالياً على تجهيز قافلة إغاثية جديدة مكونة من 40 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطحين، لتوزيعها على المتضررين داخل السويداء وفي المناطق الحدودية المجاورة ضمن محافظة درعا.
تدهور الأوضاع رغم وقف إطلاق النار
ورغم دخول المساعدات بشكل متواصل منذ أكثر من أسبوعين، تؤكد مصادر محلية من داخل السويداء أن نقص المواد الأساسية مثل المحروقات والطحين لا يزال قائماً، إضافة إلى التراجع الحاد في خدمات الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.
وكانت المحافظة قد شهدت اتفاقاً لوقف إطلاق النار اعتباراً من مساء 19 يوليو الماضي، بعد أسبوع من الاشتباكات المسلحة العنيفة بين فصائل محلية درزية و مسلحين من عشائر بدوية، والتي أسفرت عن مقتل 426 شخصاً من كلا الطرفين وفق إحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.