وسط استمرار مفاوضات الدوحة.. مقتل أكثر من 100 فلسطيني في غزة جراء غارات إسرائيلية

مرصد مين

أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، اليوم الأحد، عن مقتل ما لا يقل عن 100 فلسطيني في غارات جوية إسرائيلية شنتها خلال الليل على مناطق متفرقة من القطاع، وذلك في وقت تتواصل فيه جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة.

وأكد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن القصف الجوي استهدف عدداً من خيم النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى قصف منزل في منطقة الفخاري بالمدينة نفسها، حيث نُقل قتيلان وعدد من المصابين، بينهم طفلان، إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع.

كما تعرض شمال القطاع لقصف عنيف، أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين إثر استهداف منزل لعائلة مقاط في شارع الزرقاء ببلدة جباليا.

وأدى القصف إلى أضرار جسيمة في مباني مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا، في حين شهدت مناطق شرق وشمال خان يونس قصفاً مدفعياً مكثفاً صباح اليوم.

في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” أن جميع المستشفيات العامة في محافظة شمال قطاع غزة أصبحت خارج الخدمة، نتيجة حصار قوات الاحتلال الإسرائيلية للمستشفى الإندونيسي.

وأوضحت الوزارة في بيان أن “تكثيف محاصرة الاحتلال للمستشفى الإندونيسي ومحيطه، ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية أخرج المستشفى عن الخدمة”، مضيفة أن “جميع المستشفيات العامة بمحافظة شمال قطاع غزة خارجة عن الخدمة”.

في الوقت ذاته، تجرى في العاصمة القطرية الدوحة جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، حيث أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفد بلاده “يبذل جهوداً مكثفة لاستنفاد كل الخيارات المتاحة من أجل التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة”، بحسب زعم البيان.

وأشار البيان إلى أن المفاوضات تناقش مقترح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، والذي يتضمن خطة شاملة لإنهاء الحرب، تشمل نفي قيادات حماس، ونزع السلاح من القطاع.

وذكر البيان أن “فريق التفاوض الإسرائيلي يسعى لإبرام صفقة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وإبعاد مقاتلي حماس، وتجريد غزة من السلاح في سبيل استعادة الأمن والاستقرار”.

مع ذلك، ذكرت مصادر رسمية إسرائيلية لوكالة رويترز أن المحادثات لم تسجل تقدماً ملموساً حتى الآن بسبب التباين الكبير في مواقف الطرفين.

وأعرب مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات عن مرونة حماس بشأن عدد الأسرى الذين يمكن الإفراج عنهم، إلا أن العقبة الرئيسية تكمن في عدم وجود التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب.

من جهته، أكد مسؤول في حماس أن الموقف الإسرائيلي لم يتغير، وأن إسرائيل تطالب بالإفراج عن أسرى دون تقديم ضمانات لوقف العمليات العسكرية.

وأوعز نتنياهو لوفد التفاوض بالبقاء في الدوحة لمواصلة المحادثات، في حين أجرى اتصالات مع وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو والمبعوث ويتكوف، سعياً لتسريع التوصل إلى اتفاق.

ويقترح المبعوث الأميركي إطلاق سراح عدد من الأسرى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، لكن لم يتم الاتفاق بعد على صيغة نهائية.

تُعتبر هذه الجولة من المفاوضات حاسمة، حيث حذرت مصادر حكومية إسرائيلية من أن فشلها قد يدفع إلى توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، في ظل وجود تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن حوالي 24 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا على قيد الحياة في القطاع، وتسعى تل أبيب لإطلاق سراح عشرة منهم على الأقل في المرحلة الأولى من أي اتفاق محتمل.

يُذكر أن العمليات العسكرية الإسرائيلية استؤنفت في 18 مارس الماضي بعد فترة هدنة قصيرة، وسط تعثر مستمر في المفاوضات بسبب الاختلافات الجوهرية بين الطرفين بشأن شروط وقف إطلاق النار وضمانات الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.

Exit mobile version