مرصد مينا – لبنان
أعلنت شرطة بلدية “الغبيري” اللبنانية عن العثور على “آلاف الأطنان من الطحين مخزنة بشكل سيء، ما تسبب بتلف بعضها، فيما غزت الحشرات بعضها الآخر”، واصفة المشهد بـ”الكارثة الإنسانية”.
وأشارت الشرطة الى عدم قدرتها على نقل ما تبقى من الأكياس لعدم امتلاكها للصلاحية اللازمة للقيام بذلك.
رئيس بلدية الغبيري، “معن الخليل”، أوضح أنّ “أطنان الطحين مستوردة من العراق ومصر وهي مخزنة بشكل سيء، ما قد يعرضها للتلف لاسيما مع بدء موسم الأمطار”، كاشفاً عن “تعرض بعضها للتلف أساساً بسبب مياه الأمطار في الأيام الماضية”.
وناشد الخليل الجهات المعنية نقلها بأسرع وقت ممكن وتوزيعها، قائلاً “نحن في بلد يعيش أزمة اقتصادية متسارعة”.
بدوره، أكد المدير العام للمنشآت الرياضية،” رياض الشيخة”، عدم علاقته بالملف، قائلاً في بيان له إنه “تم تخزين القمح لمصلحة وزارة الاقتصاد، وذلك لمدة 15 يوماً حتى يتم توزيعها”.
وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال، “راوول نعمة”، كشف أنّ “حوالى 700 طن من الطحين مخزنة في المدينة الرياضية”، وذلك بعد انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال “نعمة”، في عدة تغريدات عبر حسابه في موقع “تويتر” إنّ “تم تخزين حوالي 700 طن من الطحين في المدينة الرياضية بشكل مؤقت وبسعي من الجيش اللبناني، وذلك لتوزيعها على مراحل على الأفران والمطاحن، ليستفيد اللبنانيين من الهبة، عبر زيادة وزن ربطة الخبز، مع أخذ كافة التدابير الوقائية الممكنة للحفاظ على الطحين”.
وأضاف أنّه “توضيحاً للصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تظهر مواد تعرضت للتلف أثناء عملية تفريغ ونقل البضائع”.
على إثر تصريحاته، تعرض “ووال” لحملة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمت مطالبته بالكشف عن المستودعات الأخرى التي خزّنت فيها الهبة العراقية التي يصل حجمها إلى 1000 طن وليس 700 كما أعلن الوزير.
يشار الى أن لبنان يعاني من أضخم أزمة اقتصادية في تاريخه، حيث خسرت العملة المحلية قرابة 80 % من قيمتها، وسط ارتفاع حاد في الأسعار وشح المواد الغذائية والأدوية.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه اللبنانيون المساعدات الدولية، يكرر الإهمال في التخزين علماً أنّه بأمس الحاجة لهبات إنسانية، يمكن أنّ تشفع باقتصاده المنهك، والذي ينتظر دعما من البنك الدولي شرط اتخاذه خطوات جديّة في إطار مكافحة الفساد والحدّ منه.
يذكر أن مصرف لبنان يتجه إلى رفع الدعم عن السلع الأساسية بما فيها القمح والأدوية المستوردة بسبب انخفاض احتياطي المصرف بالعملات الأجنبية، ما يعني لجوء التجار لشراء المواد الأولية كالطحين بسعر السوق السوداء، ما ينذر بزيادة في الأسعار وخطر احتكار الطحين إن وجد بكميات كافية، بحسب خبراء .