وسط دعوات لإخراج الميليشيات الأجنبية.. ترحيب دولي بالاتفاق الليبي

مرصد مينا – هيئة التحرير

مع إعلان حكومة الوفاق الليبية، عن إتفاق رئيس الحكومة، “فايز السراج” ورئيس البرلمان، “عقيلة صالح”، لوقف إطلاق النار في عموم أنحاء ليبيا، توالت ردود الأفعال حول الاتفاق، الذي اعتبر مفاجئاً، لا سيما بعد فشل الكثير من المحاولات الدولية للوصول إلى اتفاق مشابه.

وكان رئيس البرلمان “صالح” قد اعتبر الاتفاق بمثابة خطوة تقطع الطريق أمام أي تدخلات أجنبية في البلاد، بالإضافة إلى كونه مقدمة لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب وطي صفحة الماضي، في حين أشار “السراج” إلى أن الاتفاق جاء بناءاً على تفرضه الأوضاع الراهنة في البلاد، من انتشار لوباء كورونا وسوء الأوضاع الإنسانية.

ترحيب عربي

أولى ردود الأفعال حول الاتفاق الليبي، جاءت من الدول العربية، حيث أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً رحبت خلاله بالاتفاق، داعيةً الأطراف الليبية لاستغلال الفرصة والشروع بالعملية السياسية وبحث سبل ترسيخ حل دائم يساهم في إحلال الأمن والاستقرار، وضمان عدم انزلاق البلاد نحو المزيد من التصعيد.

وتعيش ليبيا منذ أشهر صراعاً دامياً بين قوات داعمة لحكومة الوفاق الوطني، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين من جهة، وبين قوات الجيش الليبي من جهة أخرى.

في السياق ذاته، أعلنت الإمارات العربية المتحدة، تأييدها لاتفاق وقف إطلاق النار، مشددةً على أن الخيار السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة، هو الحل الوحيد لترسيخ السلام في ليبيا، خاصةً مع اتخاذ رئيسي الحكومة والبرلمان خطوة وقف إطلاق النار، التي اعتبرتها في بيان صادرٍ عن خارجيتها بالخطوة المهمة على طريق تحقيق التسوية، بما يتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين، وإعلان القاهرة واتفاق الصخيرات.

من جهته، غرد الرئيس المصري، “عبد الفتاح السيسي”، على حسابه الرسمي في توتير، مرحباً ببيان المجلس الرئاسي ومجلس النواب فى ليبيا حول الاتفاق، مؤكداً على أن لا خيار للسلام في ليبيا إلا عبر التسويات السياسية الشاملة.

التزام فوري وتام

المواقف حول الاتفاق الليبي، وصلت إلى مجلس الجامعة العربية، التي دعت إلى ضرورة الالتزام الفوري والتام، باتفاق وقف إطلاق النار الشامل في ليبيا، والعمل على حلحلة بقية الملفات العالقة بين الطرفين، بما فيها استئناف ضخ النفط الليبي، وتصديره.

وكانت حركة إنتاج وتصدير النفط الليبي قد توقفت منذ أشهر، بسبب تصاعد العمليات العسكرية في مناطق شرق ليبيا، ما أدى إلى تراجع مداخيل النفط.

إلى جانب ذلك، طالبت الجامعة العربية بتوظيف عائدات النفط لإعمار البلاد والتنمية، بالإضافة إلى وطي صفحة الصراع والانقسام عبر مسيرة سلمية للوصول إلى تسوية متكاملة للأزمة الليبية.”

وسبق لليبيا أن شهدت خلال السنوات الماضية، عدة اتفاقات سياسية لم تتكمل، من بينها اتفاق الصخيرات عام 2015، والذي أنجز برعاية من الأمم المتحدة، إلا أنه لم يتمكن من إنهاء حالة الصراع والمواجهات المسلحة.

خطوات المهمة .. ولا يزال هناك المزيد

ضمن المواقف الدولية، أعربت سفارة الولايات المتحدة عن ترحيبها بالاتفاق الليبي، كونه أحد أهم التطورات التي شهدتها ليبيا، لافتةً إلى أن الإدارة الأمريكية لا يزال لديها المزيد لتقوله قربياً بشأن الملف الليبي، وهو ما جاء بالتزامن مع تصريحات الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، “ستيفاني وليامز”، التي أكدت خلالها دعم الاتفاق.

كما وصفت “وليامز” الاتفاق بأنه قرار شجاع، في وقتٍ تحتاج فيه إلى المزيد من تلك القرارات، معربةً عن أملها في أن يقود وقف إطلاق النار، إلى تطبيق توافقات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والبدء بترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة على الأراضي الليبية.

Exit mobile version