مرصد مينا
أطلق السياسي اليميني الفرنسي ذي الأصول المصرية، جون مسيحة، المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين، حملة على منصة “Gofundme”، قال إنها تهدف إلى دعم عائلة الشرطي قاتل المراهق من أصول جزائرية نائل المرزوقي.
واستطاعت حملة دعم عائلة الشرطي بحسب “الحرة” بعد أيام قليلة على إطلاقها حصد أكثر من 1.4 مليون يورو، مستفيدة من دعم عدد من رموز اليمين المتطرف بفرنسا، متجاوزة ما جمعته حملة موازية لعائلة المرزوقي الراحل (حوالي 300 ألف يورو).
وواجهت الحملة موجة إدانات واسعة من طرف العديد من السياسيين الفرنسيين الذين وصفها بـ”الاستفزاز الفاضح، وغير المقبول”، مطالبين السلطات بحجبها.
البرلماني الفرنسي، مانويل بومبار، شدد على ضرورة إنهاء هذه الحملة، مشيرا إلى أنها تحمل “إشارات ورموز ورسائل غير مقبولة تماما”.
وانتقد القيادي بحزب “فرنسا غير الخاضعة”، مواقف المسؤولين الحكوميين الفرنسيين من الحملة، كاشفا أنه “مصدوم، من أن الحكومة لا تنظر إلى الموضوع وتستهين به”، ولفت إلى تصريحات للوزير أولفييه كلاين، الذي قال إن “موضوع الحملة ليس من صلاحية الحكومة”.
من جهتها قالت رئيسة الوزراء، إليزابيث بورن، مساء الاثنين، إن “حقيقة أن شخصا قريبا من اليمين المتطرف هو الذي أطلق هذه الحملة، لا يسهم بلا شك في تحقيق التهدئة”، مضيفة أن الأمر متروك للمحاكم لتقرر مدى قانونيتها من غيره.
وبدوره، قال وزير العدل، إيريك دوبون موريتي، الثلاثاء، إن الحملة التبرعات “لا تسهم في تعزيز التهدئة”، محذرا من استغلالها من طرف تيارات اليمين المتطرف.
ويصف بومبار مواقف السياسيين الفرنسيين بـ”الخجولة للغاية”، مذكرا بحملة سابقة لدعم الملاكم السابق كريستوف ديتينجر، الذي تم تصويره وهو يعتدي على رجلي أمن عام 2019، وتدخل الحكومة حينها لإيقاف الحملة، معتبرة الأمر “تواطؤ في العنف”.
من جهته، يقول النائب عن الحزب الاشتراكي، أوليفيي فور، في تغريدة موجهة للمشرفين على منصة “Gofundme”، أنتم تحتضون “حملة العار”، من خلال المشاركة في دعم ضابط شرطة متهم بالقتل العمد.. أغلقوا (الحملة)”.
جدة المراهق المقتول أعربت عن “صدمتها” من حجم التبرعات التي جمعتها حملة دعم رجل الأمن، غير أنها قالت إنها “تؤمن بالعدالة وبأن الشرطي سيعاقب مثل أي شخص آخر”، حسبما نقله “بي إف إم تي في”.
ويظهر على منصة “Gofundme” أن حملة جمع التبرعات، كانت تهدف في البداية إلى جمع 50 ألف يورو فقط، إلا أنها تجاوزت المبلغ بأضعاف، في فترة زمنية قياسية.
وفي مواجهة الانتقادات الواسعة، كشف المتحدث باسم المنصة أن الحملة تتوافق مع شروط الاستخدام التي تضعها، مشيرا في تصريحات لصحيفة أن الأموال ستدفع للأسرة، وليس للشرطي الذي وجهت له تهم “القتل العمد”.