وصف سياسة بايدن بالعمياء.. بولتون: المشكلة ليست بالنووي بل بالنظام الإيراني نفسه

مرصد مينا

وجه مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون انتقادات حادة للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بشأن سياساته تجاه إيران.

وقال في مقال بعنوان: “إيران عالقة في رؤية بايدن العمياء” نشرته صحيفة واشنطن بوست بشأن محاولة إران لاغتياله، إن الأمر بدا وكأنه خيالي، حين الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن تخطيط طهران لاغتياله والعديد من المواطنين الأمريكيين الآخرين على الأراضي الأمريكية.

بولتون الذي شكر الرئيس الأمريكي على توفير الخدمة السرية له، إلا أنه انتقد بشدة البيت الأبيض، واعتبر أن إدارة الرئيس بايدن المطلعة تماما على مؤامرات إيران الإرهابية تجاه المواطنين والمسئولين الأمريكيين، والتي ترقى إلى حد العمل الحربي، تنخرط بالفعل في مساع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

مستشار الأمن الأمريكي السابق أشار إلى أن جهود الحرس الثوري الإيراني في استهدافه شخصيا، وصلت للحد الذي رفعت فيه وزارة العدل تهمًا جنائية ضد شهرام بورصفي، تم الكشف عنها الأسبوع الماضي، مبديا استغرابه من تأخر الإعلان عن الموضوع قائلا: من المثير للاهتمام، أن وثائق الاتهام للسلوك الإجرامي لبورصفي التي انتهى إعدادها في أواخر أبريل/نيسان بالتزامن مع كشف وزير الخارجية أنطوني بلينكن علنًا لأول مرة عن تهديدات إيران للمسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين في شهادتهم أمام الكونغرس.

واستنكر بولتون في مقاله مرور ما يقرب من أربعة أشهر بين تأكيد بلينكن العلني لتهديد إيران وتوجيه تهم جنائية في هذا الإطار، وقال إن التفسير المعقول الوحيد هو أن الرئيس يخشى أن يؤدي الكشف عن الاتهامات إلى تهديد هدفه الشامل المتمثل في إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وأضاف بولتون أن نوايا إيران الخبيثة لا تقتصر فقط على المسؤولين الحكوميين، فمثلا توجد حالة المواطنة الأمريكية مسيح علي نجاد (إيرانية الأصل) وهو من المدافعين عن حقوق المرأة في إيران.

وجاء في مقال بولتون: وقبل أسابيع فقط، وصل عميل إيراني مسلح ببندقية AK-47 إلى منزل مسيح في بروكلين، عازمًا -وفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي- على قتلها، ويوم الجمعة الماضي، أصيب سلمان رشدي، المستهدف من جانب طهران لفترة طويلة، بجروح خطيرة على يد مهاجم أشاد به على الفور حسن نصر الله، زعيم حزب الله -وكيل إيران- ووصفه بأنه “بطل لبناني” “نفذ” “الفتوى الشريفة” التي أصدرها آية الله الخميني.

بولتون قال في مقاله: “إننا نواجه تهديدًا منسقًا لأمريكا نفسها، وليس تهديدات غير مترابطة لأفراد عشوائيين. إيران لا تخشى الردع الأمريكي، وبناءً على ذلك، فإن السعي المستمر لإحياء الاتفاق النووي سيبعث برسالة ضعف من الولايات المتحدة وذلك إلى جميع أنحاء العالم، وفق بولتون، الذي قال إن الكثير من الأمريكيين مهددون بالفعل بالموت على الأراضي الأمريكية من قبل حكومة أجنبية. حان الوقت لأن يرفض بايدن التعاون والعمل كالمعتاد.

لكن في الأسابيع الأخيرة، واصل البيت الأبيض سياسة الاستسلام بحماسة وتجاهل- يسترسل بولتون- وقدم مزيدًا من التنازلات لطهران. وتشمل هذه الإجراءات تجاهل العرقلة الإيرانية طويلة الأمد لجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمتابعة التحقيقات اللازمة، وإضعاف نطاق وفعالية العقوبات الأمريكية ضد الحرس الثوري نفسه، الذي يحاول تنفيذ الاغتيالات المتعددة.

المسؤول الأمريكي السابق تساءل قائلا: “كيف نفسر تقديس هذا السعي الجنوني لإحياء صفقة 2015؟”، ليجيب أنه “من الناحية التحليلية، يقوم بايدن بتجزئة البرنامج النووي الإيراني في صومعة واحدة وأنشطتها الإرهابية في صومعة أخرى، ويعاملها على أنها منفصلة وغير مرتبطة. إنه منخرط في المغالطة الدبلوماسية الكلاسيكية، معتقدًا أن خصومه يرون العالم بالطريقة نفسها التي يرى بها وتفصل الأمور عن شاكلتها”.

ويرى بولتون في هذا السياق أن “الواقع في طهران هو عكس ذلك بالضبط. فحقد نظام الملالي شامل، يتضمن تطوير الأسلحة النووية والاغتيالات والإرهاب وكل العناصر القابعة في طيف قدراتهم”.

بولتون خلص إلى أنه “عبر الفشل في فهم النطاق الأوسع لتهديد إيران، والفشل الواضح في ردعه، فإن جهود بايدن الخطيرة لإحياء الاتفاق النووي تهدد المصالح الأمريكية الكبرى، والحجج الموضوعية ضد اتفاقية 2015 والتنازلات التي قدمها بايدن على مدار ما يقرب من 19 شهرًا في منصبه يجب أن تكون كافية بالفعل لدفن الصفقة، والتهديد الأوسع الذي تثيره إيران الآن يجب أن يكون المسمار الأخير في نعشها”.

وختم بولتون مقاله بالقول: “إن برنامج إيران النووي ما هو إلا أحد أعراض المشكلة الحقيقية: النظام نفسه. هذا ما يجب على الولايات المتحدة التركيز على إنهائه”.

Exit mobile version