الحرب ولاّدة التاريخ، هذا ماقاله الألماني فيلهام فريدرك هيغل، وتاريخ اللحظة مرتبط بتداعيات الحرب، وسؤال:
ـ هل ستقتصر الحرب الأوكرانية ـ الروسية على روسيا ـ أوكرانيا، بالنيابة عن الصين ـ الولايات المتحدة؟
قد تحدث، اقله إذا ما تمادت الولايات المتحدة في تايوان وهي الجزيرة الصينية التي انتزعت مع الصين يوم كانت الصين البلد المفقر، المشلول بالهزائم بدءًا من هزائمها بمواجهة بريطانيا ومن ثم اليابان، وقد تحوّلت الصين اليوم، إلى اكبر الاقتصاديات العالمية والاقوى تسليحًا بما فيه تسليح البحار والأساطيل، والصينيون الذين اعتادوا الصبر لن يتهاونوا بمواجهة انتزاع تايوان مرة، وتحويلها إلى قاعدة أمريكية مرة ثانية، ما يعني توسع احتمالات الحرب، ليقف العالم امام ثنائية قطبية، طرفيها، الولايات المتحدة وبريطانيا، بمواجهة الصين وروسيا، اما بقية دول المجموعة الاوروبية فسيتحوّلوا إلى ممر للحرب، منهوبين بنتائجها، يقطفون حصاد المهزوم ولا يشاركون في غنيمتها، وهو ما يتضح بدءًا من اليوم الذي الذي تتحسب فيه دول بحجم ألمانيا من صقيع الشتاء بموازاة الإنهيارات التي يواجهها اليورو، والتي تعني الكثير لا في حسابات الاقتصاد فحسب، بل وفي حسابات الدلالات التي تعني الكرامة الاوروبية وهي كرامة باتت مهدورة مرتين:
ـ مرة باستحواذ الولايات المتحدة على القرار الأوربي.
ومرة بالابتزاز الروسي للمجموعة الاوروبية.
وكليهما يعنيان انهيارًا أوروبيًا، بما يجعل هذه القارة مجرد ملعب هم ضحاياه وهذا ربما يعود بالكثير من أسبابه لخلو الساحات الاوروبية من شخصيات وزعامات تاريخية، فلا ديغول لفرنسا، ولا ميركل لالمانيا، وحتى التيارات القومية الأوربية مازالت تحبو دون أن تشكل القوة التي بوسعها أن تنتج قيادات يمكنها انتزاع اوروبا من الفم الامريكي، وكل ماسبق سيجعل احتمالات الحرب قائمة وبين لحظة وتاليها، فإذا ماحدثت الحرب واتسعت فلهذا معنى واحد، مفاده:
ـ الطاولة.
ونعني بالطاولة عودة المتحاربين الفعليين إلى تسويات تنتج كما حال الحرب العالمية الاولى وكذلك الثانية، خرائط جديدة لهذا العالم ومن سيقرر هذه الخرائط هو لقاء المنتصر بالمهزوم، والمقصود هنا الاربعة الكبار.. روسيا ـ الصين، الولايات المتحدة ـ بريطانيا.
بعد الطاولة سنكون في عالم جديد لايشبه عالم الامس ولا يمتد إليه.
ثانية:
الحرب التي لانتمناها هي الولاّدة التي لاغنى عنها.
بانتظار شرارتها الاولى لتكون القيامة.
ليست قيامة فرانسيس كوبولا، بل قيامة من نوع آخر.. بضحايا من نوع آخر، هم من فصيلتنا نحن البشر، بفارق أنهم من يقررون مصائرنا، فيما مصائرنا مع فرانسيس كوبولا اقتصرت على أن نكون:
ـ متفرجين على شريط سينمائي.