مرصد مينا
غيب الموت اليوم الخميس المعارضة السورية بسمة قضماني عن عمر ناهز 65 عاماً في العاصمة الفرنسية بعد صراع مع مرض السرطان استمر سنوات، وفق ما أفادت شقيقتها لوكالة فرانس برس.
وقضماني، الباحثة وأستاذة العلاقات الدولية في جامعة باريس، كانت من أبرز وجوه المعارضة منذ العام 2011، وشاركت في أغسطس من العام ذاته في تأسيس المجلس الوطني السوري المعارض، ثم انضوت في صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز تشكيلات المعارضة في الخارج.
وكانت مراراً في عداد الوفد المفاوض الذي شارك في محادثات غير مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري السورية بإشراف الأمم المتحدة في جنيف.
وخلال سنوات النزاع وانخراطها في المعارضة السياسية، حلّت ضيفة دائمة في تقارير وسائل إعلام أجنبية، خصوصاً الناطقة بالفرنسية. وشاركت في ندوات ومحاضرات نظمتها مؤسسات أكاديمية ومنتديات سياسية عربية وأجنبية.
نديم حوري، المدير التنفيذي للمبادرة العربية للإصلاح، وهي مؤسسة بحثية تعمل من أجل التغيير الديموقراطي أسستها قضماني عام 2005، على صفحته على فيسبوك “كانت بسمة مثقفة شغوفة وناشطة ملتزمة من أجل سوريا، بلدها الحبيب، والمنطقة العربية ككلّ والتي كانت تطمح أن تراها حرة ومزدهرة”.
وأضاف “سنفتقد بسمة كثيراً وسنفكر في طرق لتكريم إرثها الغني” موضحاً إنها “تترك فراغا سيكون من المستحيل ملؤه”. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نعى أصدقاؤها وعارفوها الباحثة الرصينة والشجاعة.
المعارض جورج صبرا كتب على فيسبوك “خسرت سوريا سيدة تليق بحمل اسمها. وفقدت دمشق شيئاً من كياستها ولباقتها وتحضرها. وخسرت الثورة السورية صوتاً صادحاً وعقلاً راجحاً”، مضيفا “اتفقنا كثيراً واختلفنا كثيراً. وبقيت بسمة قضماني تنتزع احترام الجميع”.
يشار أن قضماني، وهي ابنة دبلوماسي سوري مولودة في دمشق في أبريل 1958 وأم لثلاثة أولاد، درّست العلاقات الدولية والاستراتيجية في جامعة السوربون خلال أكثر من خمسة عشر عاماً. ونشرت مقالات ومؤلفات وكتباً بينها كتاب بالفرنسية بعنوان “الشعب الفلسطيني في المنفى”، الذي خوّلها الحصول جائزة جمعية فرنسا- فلسطين عام 1998.
وحصلت قضماني على وسام الشرف الفرنسي عام 2012 وعلى جائزة ريمون جوريس للإبداع في العمل المجتمعي عام 2011 لدورها في تأسيس مبادرة الإصلاح العربي والمساهمة في دعم الديموقراطية في المجتمعات العربية.