مرصد مينا – ثقافة
توفي الناقد والكاتب العراقي “حسين سرمك حسن”، في أحد المستشفيات التركية أول أمس السبت، بعد إصابته بعجزٍ كلويٍّ نتيجة مضاعفات إصابته بفيروس كورونا.
وزارة الثقافة العراقية نعت، الناقد حسين سرمك حسن، الذي توفي إثر مرض عضال يوم أمس في إحدى مستشفيات تركيا.
وقالت الوزارة في بيان، إنها “تنعى رحيل الناقد الدكتور حسين سرمك حسن الذي توفى السبت في إحدى مستشفيات تركيا بعد إصابته بعجزٍ كلويٍّ إثر مضاعفات جائحة كورونا”.
وأضاف البيان، “لقد كان الناقد حسين سرمك حسن جزءاً من المشهد الأدبي العراقي، متميزاً عن أقرانه بالتحليل النفسي للنصوص التي يُخضعها إلى منهجه النقدي، فضلاً عن كونه باحثاً سايكولوجياً له أُطروحات مهمةٌ يعرفها الوسط الأكاديمي”.
ويعتبر “حسن” من أبرز المتابعين للمشهد الثقافي في العراق خلال العقود الثلاثة الأخيرة، كما عُرف بأبحاثه المتخصّصة في التحليل النفسي للنصوص الأدبية.
وكان الراحل وُلد في محافظة الديوانية، ونال درجة البكالوريوس في الطب والجراحة العامة من “جامعة بغداد” عام 1980، وكذلك درجة الماجستير في الطب النفسي والعصبي من “جامعة عين شمس” في القاهرة سنة 1990.
وضع “حسن” العديد من المؤلفات في الطب والنقد، حيث حاز على جائزة نقابة الأطباء العراقيين مناصفة لأفضل كتاب طبي عن دراسته “المشكلات النفسية لأسرى الحرب وعائلاتهم” عام 2020.
كما أصدر عام 2000 كتابه “قطار الشظايا الندية” الذي تناول فيه ثلاثة عشر نصاً قصصياً لكتّاب عراقيين في أدب الحرب، منهم “وارد بدر السالم” و”ميسلون هادي” و”عبد الستار البيضاني” و”قصي الخفاجي” و”نعيم شريف” و”عبد الستار الجميلي” و”هيثم محسن الجاسم” و”فيصل إبراهيم كاظم” و”إرادة الجبوري”.
لم تقتصر موضوعاته التي تناولها في دراساته على الطب والأدب بل تنوّعت قضاياه، حيث أصدر كتاباً بعنوان “التحليل النفسي للأمثال الشعبية العراقية” (2001) الذي يقدّم فيه مقاربة سيكولوجية لبنية المثل وتطوّر الوعي الإنساني، و”التحليل النفسي لأسطورة الإله القتيل.. الإسقاطات الأوديبية المحظورة في كتابة وتحليل الأسطورة” (2002)، الذي يتضمّن تفنيداً لجملة مغالطات في تفسير الميثولوجيا العراقية وانعكاساتها على الأدب.
كما خصّص عدداً من مؤلّفاته لدراسة تجارب كتّاب عراقيين وعرب مثل “محمد خضير” في كتاب “مملكة الحياة السوداء”، و”مهدي عيسى الصقر” في كتاب “مخيرون بالشعور مسيرون باللاشعور”، و”بدر شاكر السياب” و”غسان كنفاني” في كتاب “التحليل النفسي لأدب المراسلات”، و”عبد الخالق الركابي” في كتاب “عرّاب اللاشعور الماكر”، ومظفر النواب في كتاب “الثورة النوابية”.
بالإضافة الى ذلك الف الراحل “حسن” كتبه “فؤاد التكرلي والجذر الأوديبي للموقف الوجودي”، و”التويجري ناقداً: في أثره وهو يقص أثر المتنبي”، و”سماويّات بحث في نقد النقد”، و”الازدواجية المُسقطة – محاولة في تحليل شخصية علي الوردي” بالاشتراك مع سلام الشماع، و”بين حكيم نجد وحكيم المعرة: تأملات في النفس والحياة والكون”، الى جانب ورواية “ما بعد الجحيم”.
في كتابه “التحليل النفسي لملحمة جلجامش” (1999)، يفترض حسن أن الإنسان المعاصر لم يبتعد كثيراً عن جلجامش سواء على صعيد رغباته أو ممارساته أو طموحاته، مضيئاً مجموعة من الأسئلة مثل: هل استقال الموت من وظيفته في إقلاق راحة الإنسان وتهديده؟ وهل تخلى الإنسان عن الرغبة في تأجيل موته إلى ما لانهاية؟