مرصد مينا – السودان
بعد بضعة أسابيع من رفض المحكمة التي يحاكم لديها بتهم فساد، من السماح له بالسفر خارج السودان لتلقي العلاج، توفي عبد الله البشير، شقيق الرئيس المعزول عمر البشير، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، ونتيجة لإصابته بـكورونا، لتتم مواراته الثرى بحضور عدد من معارفه وأفراد أسرته. وتوفي عبد الله البشير في أحد مستشفيات الخرطوم التي كان يتلقى العلاج فيها، بعد تدهور حالته الصحية في سجن كوبر، حيث يحتجز منذ سقوط حكم شقيقه الرئيس المعزول عمر البشير. وكانت وسائل اعلام محلية، قد تناقلت منذ شهر مايو من السنة الحالية، اخبارا عن تدهور صحته ونقله من السجن إلى المستشفى، وفي نوفمبر الجاري رفضت المحكمة طلب الدفاع عن الرجل بالسماح له بالعلاج خارج السودان.
وقد اصدر حزب المؤتمر الوطني المنحل وهو الحزب الحاكم إبان عهد البشير وبرئاسته، تحميله النائب العام السوداني المسؤولية عن وفاة عبد الله البشير، والمسؤولية عن قياداته المعتقلين كافة.
وقال الحزب المحلول في بيانه، إن المرحوم مكث أكثر من عامين في السجن ظلماً وجوراً دون أن توجه له أي تهم، وهو يكابد المرض، وإن حالته الصحية تدهورت بسبب رفض النائب العام الموافقة على علاجه خارج البلاد.
ويعتبر عبد الله البشير من قادة نظام الإسلاميين المقبوض عليهم بعد سقوط البشير الذي يتوفى أثناء سجنه، بعد القيادي الإسلامي الشريف أحمد بدر عمر، الذي لقي حتفه جراء إصابته بـكورونا داخل السجن، في مايو الماضي.
وكان عبد الله البشير، قد تم توقيفه في ابريل 2019 في اعقاب الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم شقيقه عمر البشير. واتهم في ذلك الوقت بالفساد وبخيانة مؤتمن، وظل يحاكم في قضاياه تلك الى ان توفي.
وكان قد خضع الراحل للمحاكمة أمام إحدى المحاكم بتهم تتعلق بالفساد المالي، منها بيع مصنع حديد شوامخ التابع للقوات المسلحة، دون أن تكون له صلاحيات لذلك.
وحسب معرضون في السودان، فان البشير واسرته، كونوا امبراطورية مالية داخل البلاد وخارجها، تسيطر على الاستثمارات الأكثر حيوية وربحية في السودان، بما في ذلك قطاعات الاتصالات، والتمويل المصرفي، والتعاقدات الحكومية، واستقبال المستثمرين، واستخراج مستحقات المقاولين لدى الحكومة، وخدمات البترول، وغيرها، ويقف على رأس تلك الامبراطورية أشقاء البشير ومقربون منه، أبرزهم عبد الله .
وقد صادرت لجنة مختصة باجتثاث وتصفية نظام البشير، عشرات قطع الأراضي السكنية من عبد الله البشير، قالت إنه حصل عليها عن طريق استغلال النفوذ، وأوضحت أنه استغل نفوذه وقربه من شقيقه الرئيس المعزول وحصل على تلك الأراضي، وقام بتسجيلها بأسماء أبنائه وزوجته وشقيقه.