وفاة طفلة جوعاً في غزة.. والأونروا: مليون طفل محاصر بلا غذاء أو دواء

مرصد مينا

توفيت طفلة فلسطينية، صباح اليوم الأحد، نتيجة سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الأممية من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر، حيث أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن إسرائيل تتعمد تجويع المدنيين، ومن بينهم نحو مليون طفل.

وقالت الأونروا، في منشور رسمي عبر صفحتها على موقع فيسبوك، إن
“السلطات الإسرائيلية تجوّع سكان غزة بشكل منهجي، ومن بينهم مليون طفل”، مطالبة برفع الحصار بشكل فوري والسماح بإدخال الأغذية والأدوية إلى القطاع المحاصر منذ أشهر.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، تأكيده وفاة الطفلة الفلسطينية رزان أبو زاهر، البالغة من العمر أربع سنوات، نتيجة مضاعفات خطيرة ناجمة عن سوء التغذية الحاد والجوع المستمر، في ظل العجز الكامل في القطاع الصحي المحاصر عن توفير أي رعاية طبية مناسبة.

وبحسب مصادر طبية محلية، تستقبل المستشفيات في قطاع غزة يومياً مئات الحالات من مختلف الأعمار ممن يعانون من مضاعفات الجوع الحاد وسوء التغذية، مشيرة إلى أن الكثير منهم وصلوا إلى حالات إجهاد بدني شديد، مع تسجيل حالات فقدان مؤقت للذاكرة ناجمة عن النقص الحاد في الغذاء.

وأوضحت المصادر أن نحو 17 ألف طفل في غزة يعانون حالياً من سوء تغذية حاد، في حين تفتقر المستشفيات إلى الأسرّة الطبية اللازمة، ولا تمتلك الأدوية الكافية لمواجهة العدد المتزايد من الحالات المصابة.

وكانت وكالة الأونروا قد أطلقت تحذيراً سابقاً بشأن تضاعف معدلات سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة بين شهري مارس ويونيو الماضيين، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع.

وبيّنت الوكالة أن العيادات والمراكز الصحية التابعة لها أجرت نحو 74 ألف فحص للأطفال خلال هذه الفترة، كاشفة عن تسجيل قرابة 5,500 حالة سوء تغذية حاد شامل، وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم، ما يزيد من خطورة الوضع الصحي المتدهور.

في موازاة الكارثة الغذائية، تواصل القوات الإسرائيلية استهداف الفلسطينيين الذين يتجمعون عند نقاط توزيع المساعدات الأميركية، أو على الطرق المؤدية إلى مداخل شاحنات الإغاثة، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي.

وفي أحدث المجازر، قُتل، يوم أمس السبت، 32 فلسطينياً وأُصيب أكثر من 100 آخرين، بينهم حالات حرجة، بعد استهدافهم أثناء تجمعهم عند نقطة توزيع للمساعدات في شارع الطينة جنوب مدينة خان يونس.

وأوضحت المصادر الطبية أن الحصيلة مرشحة للارتفاع في ظل وجود عشرات الإصابات بين متوسطة وخطيرة.

كما شهد يوم الجمعة مقتل 14 فلسطينياً آخرين في حوادث مماثلة، بعدما فتحت القوات الإسرائيلية النار على مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات في جنوب ووسط القطاع، في وقائع باتت تتكرر بشكل يومي في مختلف مناطق غزة، لا سيما عند نقاط توزيع الإغاثة وطرق دخول الشاحنات، والتي توقفت عن العمل بشكل شبه كلي منذ أكثر من أسبوع.

ومع استمرار هذه المجازر، ترتفع حصيلة القتلى، حيث أكدت وزارة الصحة في غزة أن إجمالي الضحايا منذ أواخر مايو الماضي، بلغ 891 قتيلاً وأكثر من 5,754 مصاباً، غالبيتهم سقطوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية أو الطبية، في ظل استمرار منع دخول قوافل الإغاثة إلى القطاع.

في السياق ذاته، دعت الحكومة الاسكتلندية، في بيان رسمي، رئيس الوزراء البريطاني إلى التحرك العاجل والتعاون مع المنظمات الدولية لإنقاذ الأطفال في غزة، معتبرة أن ما يجري يمثل “كارثة إنسانية غير مسبوقة” يجب وقفها فوراً.

وكانت إسرائيل قد ادعت في مرات سابقة أنها فتحت تحقيقاً في بعض الحوادث التي وقعت عند نقاط توزيع المساعدات، إلا أن حركة حماس تتهمها بشكل مباشر بتعمد استهداف المدنيين الجائعين، في ظل الحصار المفروض على معابر القطاع ومنع إدخال الغذاء والدواء منذ أشهر، ما فاقم معاناة السكان ودفع الوضع الإنساني نحو الانهيار الكامل.

Exit mobile version