من حق الناس أن يسألونك:
ـ ماهي جدواك.
وباللغة الدارجة “شو لزومك”.
وسيكون الجواب:
ـ أنت لزوم مالايلزم.
وسيكون الجواب على هذا النحو إذا حسبناها بواحد من عقلين:
ـ عقل البقال، أو العقل الاستراتيجي.
والسؤال كما الأجوبة تتصل بالمؤسسة العسكرية، في بلد مثل سوريا، وهي مؤسسة الجيش التي يبلغ عديدها قرابة 300 ألف جندي تحت السلاح، و 250 ألف احتياطي سلاح.
وسيأتي السؤال بناء على هدف بناء المؤسسة العسكرية والمفروض أنها بنيت لتحارب العدو، مع إضافة الغاشم، والعدو هنا هو إسرائيل.
ولنحسبها:
ـ كم حرب خضت مع “الغاشم” إياه وماهي الانتصارات التي حققتها بمواجهته؟
في حرب 1948 هزمت، بل وشر هزيمة، وفي 1967 هزمت فكانت النكسة التي تلتها وكسة، وفي 1973 بلغت هزيمتك المذلة حتى ولو تسترت عليها بوهم نصر، وفي 1982 كانت هزيمتك في بيروت.
ونتساءل ومن حق الناس التساؤل:
ـ كم مدينة هدمت من مدن العدو؟ وكم مدينة هدمت من مدن بلدك؟
ولا كوخ ألحق به ضرر من أكواخ إسرائيل فيما بلادك باتت خرابة وبسلاح جيشك.. إعادة إعمارها تتطلب تعاقب أجيال وأجيال، وإذا مابقيت ثكنتك فمن المشكوك فيه أن يبقى جيل على قيد الحياة إذا لم يفر مهاجرًا من البلاد.
ونتساءل:
ـ كم جندي أسرت من جيش العدو؟ ولا جندي، فيما امتلأت سجونك بالمعتقلين من أبناء بلدك، وهم المعتقلون الذين يعانون بؤسًا لايعانيه أسير حرب، فأسرى الحرب محميون بمعاهدات دولية فيما معتقليك، ليس لهم سوى قدر، من يدخله مفقود ومن يخرج منه مولود.
أكثر من هذا وذاك:
ـ كم سنة من عمر البلاد يأخذه جيشك إذا كان متوسط سنوات الخدمة الالزامية خمس سنوات، وعدد جنودك العاملين 300 الف، ولنحسبها لتكون النتيجة 1.500,000 سنة معطلة من عمر البلاد، وبلا شك فالرقم مهول، وجنودك يشتغلون في مزارعك وخدماتك المنزلية، وحين يستشهدون، يستشهدون في قضية ليست قضيتهم، وبمواجهة أهلهم لا بمواجهة العدو.
هذا عن الزمن، فماذا عن التكلفة، وماريشالات جيشك عصابات، يشاركون الصناعي مصنعه والتاجر متجرة ويخطفون لقمة الأرملة من فمها.
وتريد جيشًا “حصانة” للوطن؟
جيش لم يحارب عدوًا، فطائرات العدو تجوب سماءك وأرضك وتحرث بحرك ومازلت محتفظًا بحق الرد.
ـ الرد الذي لن يأتي، ولم يسبق أن أتى، حتى بات الفرار من خدمة جيشك خلاصًا، والخدمة فيه استعبادًا.
حارب، لتكون مايلزم.
أنت لزوم مالايلزم.