fbpx
أخر الأخبار

وقد باعت السويد وفنلندا الكرد إلى أردوغان، ماحال “قيم” أوروبا؟

بصوت مرتفع عارضت تركيا انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، حتى بدا كما لو أن تركيا تمسك بـ “خناق” الحلف، ثم وافقت و”بصوت مرتفع” على انضمامهما، وما بين الرفض والموافقة بضعة أسابيع.

بين الموافقة والرفض، لابد من صفقة، من بيع وشراء، فالأتراك كما الإيرانيون يعبدون البازار بوصفه الاسم الثاني لله.

السؤال سيبقى:

ـ ماهو الثمن؟

وستكون الإجابة صعبة،  فالبيع والشراء مابين الدول، يكتب بالحبر السري، ولا يتظهّر إلاّ ربما بعد أن تزول أسباب التكتم عليه وقد يأخذ الأمر عقودًا.

الواضح من الصورة حتى الآن، هو مافعله وزراء خارجية الدول الثلاث : تركيا، السويد، فنلندا، فقد وقّع  وزراء خارجية الدول الثلاث اتفاقية أمنية مشتركة تناولت مخاوف تركيا.

ـ مخاوف تركيا؟

ماهي تلك المخاوف سوى مخاوفها من الأكراد؟

هو ذا أساس المسألة، ومن يتابع التصريحات المنطلقة من هنا وهناك لن يرى سوى ذلك، فأمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ يقول “إن السويد وافقت على تكثيف عملها بشأن طلبات تركيا لتسليم المسلحين المجرمين المشتبه بهم”.

والرئيس الفنلندي نينيستو يقول “إن الدول الثلاث وقعت على مذكرة مشتركة لتقديم دعمها الكامل ضد التهديدات لأمن بعضها البعض”.

ورئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون تقول “إنها خطوة مهمة للغاية بالنسبة للناتو”.

والأهم هو ما يقوله رئيس مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فهو يقول أنه “حصل على ما يريد” من السويد وفنلندا.

الصفقة إذن تتعلق ببيع الأكراد، وتحديدًا جماعة حزب العمال المقيمين في أوروبا، وكانت تركيا قد اتهمت السويد منذ فترة طويلة بإيوائهم ، لكن ستوكهولم تنفي ذلك.

وافق البلدان الآن على بعض مطالب تركيا، وسيواجه اللاجؤون الاكراد حملة قمع بموجب تعديلات على القانونين السويدي والفنلندي.

إذا أصبحت فنلندا والسويد عضوين في الناتو، فسوف ينتهي أكثر من 200 عام من عدم الانحياز السويدي. أما فنلندا فقد تبنت الحياد بعد هزيمة مريرة من الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية.

ـ والثمن؟

بات واضحًا وسيثير المزيد من الأسئلة:

ـ ماذا لو كان لنظام كنظام الأسد ما يبيعه لأوروبا، هل ستبيع اوروبا معارضين سوريين استضافتهم على أرضها؟

تلك الـ “ماذا” قد تطال الكثير من دول عليها ما عليها من انتهاكات لحقوق الإنسان وقد فرّ ضحاياها إلى بلدان اللجوء الاوروبي طلبًا للأمان والحياة، وتلك الـ “ماذا”، ستطرح السؤال الاهم:

ـ ما الذي سيتبقى من منظومة القيم بمواجهة منظومة المصالح؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى