الثابت ان تركيا تجهّز لاجتياح واسع لابد ويطال مجمل المناطق الكردية في سوريا، أيّ كانت طبيعة هذه المناطق والقوى الكردية المتنفذة فيها، اما الذريعة فقد هيأها تفجير استنبول وقد أنشب حريقًا مسيطرًا عليه ليطلق حريقًا من العسير السيطرة عليه.
واليوم، من سيعترض طريق تركيا؟
الروس في سوريا جاهزون للمقايضة، فما قبل أوكرانيا غير ما بعدها وتوامة المصالح قد تنتقل إلى توأمة النفوذ في بلد مثل سوريا.
الإيرانيون، والمقصود هنا نظام الملالي، سيخوض أردوغان حربًا بالنيابة عنهم، فالمسألة الكردية مهددة للنظام الإيراني كما هي مهددة للنظام التركي وكلا النظامين ينشغلان بالتمييز العرقي والاثني، وهاهي المناطق الكردية ابان انطلاق تظاهرات الصبايا، تحترق على يد حرّاس الثورة وفقهائها، مع استهداف للكرد بوصفهم كردًا.
ماتبقى هو القوات الامريكية، فإذا ماتخلت على قوات سوريا الديمقراطية فستكون قد خطت الخطوة المماثلة لانسحابها من أفغانستان، ولا نظن بأن جو بايدن جاهز للاشتباك، مايعني استفراد القوات التركية بالكرد، فيما النظام في دمشق سيصفّق لها بالتزامن مع القوى الراديكالية الإسلامية التي تأخذ من استنبول مكة الثانية.
إذن فالحرب مابين الفصائل العسكرية الكردية والقوات التركية وجهًا لوجه.. قد وقعت أو تكاد.
معارك الكرد مع النظام التركي معهودة، اما خلاصاتها فلم تؤد سوى إلى معادلات صفرية.
اليوم لامكان لأية معادلة صفرية بالنسبة لأردوغان، فإذا ماسقط في هذا التحدي فلن يكون أردوغان الثاني والانتخابات الرئاسية عل الابواب.
ليس غريبً ولا مدهشًا أن يتكبّد خسائر لم تكن بحسبانه.