زاوية مينا
وقد حان للإيراني دخول البازار
حكاية ربما تمتد إلى التراث الشعبي المحكي في الشارع الدمشقي، ومفاد الحكاية أن تاجراً إيرانياً حمل سجادة عجمية وجاء يبيعها في الشام، فسأله التاجر الدمشقي:
كم استغرقت حياكة هذه السجادة؟
فأجابه الإيراني: عشرة أعوام.
فرد الدمشقي: ولماذا أنت مستعجل على بيعها؟!
وبما تروي الحكاية مزاج وتراث بلدين، سوى أنها قد تنطبق على الإيراني ما قبل الخمينية وما بعدها وفي لحظتها، إلاّ أنها لا تنطبق على “شام” اليوم المحكومة بنظام لا يبيع ولا يشتري، أو بالأصح ليس ثمة من يبيعه أو يشتري منه، فقد غدا قصر المهاجرين مسكناً لناطور من القش، هو بشار الأسد الضالع في الثرثرة بعيداً عن أي فعل سواء يتصل الفعل بدولته أو بحلفائه وربما بحفظ نظامه، وهو العاجز الذي لم يُفتّضح عجزه كما حال ما بعد “طوفان الأقصى”، وقد بات الناطور الهامشي الواقف على هوامش المتحاربين بدءاً من حماس مروراً بحزب الله صولاً إلى الإسرائيلي، فيما لابد أن حال الإيراني مازال حال حائكة السجادة إياها، والذي يتفاوض اليوم على بيع سجّادته في سوق يطلبها، وهو ما يتضح من إطلاق الرئاسة لإدارة مسعود بزشكيان الذي يمثل التحوّل الضروري لطهران، لتنتقل معه من هتافات “الموت لأمريكا”، إلى خطاب “صالحونا” ودون شك سيكون هذا التحوّل هو الثمن الذي لابد ويدفعه الإيراني ما بعد إفلاس مشروع الملالي وتهاويه، وهكذا سارع الإيرانيون إلى تغيير خطابهم، أقله كي لا تذهب طهران إلى مصير العراق، ويعاني خامنئي أنشوطة صدّام، وهكذا امتنعت طهران عن الشراكة في هذه الحرب، أو عن تبنيها، بل وذهبت أبعد في إنكار حتى علمها بما أقدمت عليه حماس، فيما انتقلت علاقتها بحزب الله من علاقة “حزب الله الابن الشرعي للثورة والحرس الثوري” إلى “ابن الجيران” بما جعل حزب الله وحده في المواجهة والساحات، دون استبعاد أن تكون طهران وراء سلسلة الاغتيالات التي يتعرض لها قادته والممتدة من اغتيالات قادة “حزبلاهيون” في مصياف السورية وصولاً إلى الاغتيالات المتنقلة من الضاحية إلى بعلبك إلى البقاعين الشرقي والغربي، ليكون حزب الله وقيادته هو السجادة التي حاكها الإيرانيون وحان موعد بيعها ولكن للإسرائيلي الذي لابد ويرغب بالشراء، مقابل تجديد الدور الإيراني استجابة لسياسات أمريكية تمنحه دوراً في الخليج العربي مقابل استنزاف المجموعة الخليجية التي تجد فيه البعبع وبسببه تتحول المجموعة الخليجية إلى أكبر زبائن سوق السلاح.
وقائع الاغتيالات لابد وتقول بواحد من احتمالين:
ـ إما أن هذه الاغتيالات تقع عبر اختراقات لحزب الله بالمباشر.
وإما بالاستعانة بمن يعرف من أهل البيت، وليس ثمة من يعرف كما واحد من اثنين:
ـ المربية أو خادمة المنزل.
حال كهذا سيجعل من الإيراني هو الدليل والمرشد والطريق إلى رؤوس قيادات حزب الله.
إذا لم يكن الأمر كذلك فلابد أن يكون الدليل هو “خدامة المنزل” ونعني بشار، وقد يكون هذا مستبعدا نظراً للضعف القاتل لبشار.. الضعف الذي لم يعد يسمح له بأن يكون حتى مخبراً.
الآن حان وقت بيع السجّادة الإيرانية، ولكن ليس عبر الشام.
ذاك هو الاحتمال الأكثر غلبة.
احتمال لابد وتكشف عنه الأيام.