وقد حكم ثلاثة أضعاف ريتشارد نيكسون

نبيل الملحم

يعود إلى نفس النغمة، تمويلات خارجية مشبوهة للبيئة الحاضنة، هكذا ابتدأ خطابة مطلع ٢٠١١، وكان من تزيينات الخطاب إضافات من طراز:

ـ القوى الخارجية تحشو سندويشات المتظاهرين بـ “الخمسميات”، وبالمخدرات.

أما “الخمسميات” فلم يعد لها قيمة الورق الذي تطبع عليها، وحين يتصل الامر بالمخدرات فالمخدرات مُحتَكَرة له وللعائلة، فهو والعائلة مُنتجها وبائعها وساقيها، وهكذا يعود إلى الإنكار الذي سار على دربه طيلة مدة حكمه وقد تجاوزت الـ ٢٣ عاماً وهي ليست بالمدة القليلة، ذلك أنها تساوي بالتمام والكمال ثلاثة أضعاف الفترة الرئاسية لباراك أوباما، كما ثلاثة أضعاف الفترة الرئاسية للأمريكي ريتشارد نيسكون، وتساوي فيما تساوي الدورة العمرية الكاملة للكائن الخرافي المدعو “بغلاً”، خلالها لم تر سوريا إنجازاً واحداً سوى استبدال السيدة الأولى الراحلة، وكانت تعاني الاكتئاب، بسيدة أولى “فرايحية”، اختارت لنفسها لقب سيّدة الياسمين، ومن ثم غادرت الحديقة لتغدو “محافظ البنك المركزي”  الموازي تاريخياً لـ “بيت مال المسلمين”، وقد بات بيتاً فارغاً تلعب فيه الخفافيش.

إنكار يتلوه الإنكار ومن ثم الإنكار ومن بعدهما الإنكار، في بلد مكشوف على المجاعة بمعنييها المجازي والواقعي، والجوع وكما يقول النواب:

ـ أبو الكفّار.

إنها المجاعة، والمجاعة لابد وتعني:

ـ الكفر بالصمت.

ـ الكفر بالخوف.

ـ الكفر بحياة، الجوع فيها يساوي “المذلة”.

أما الجوع فلم يكن ناتج “الحصار”، فما قبل الحصار كانت موارد البلاد مهدورة على العائلة والمحاسيب، ومن بعد الحصار مازالت الموارد مهدورة على العائلة والمحاسيب، والفساد لابد كائن شره، إن خيّروه ما بين سقوط نظام وبين بقائه على قيد الحياة فليسقط النظام لحساب الفساد، وهكذا كان على السوري ان ينتظر مصيره وقد علق مصيره ما بين يدي فاسدين، يحمون الفساد بالاستبداد، فجمع نظامه المجد من طرفيه:

ـ فساد واستبداد.

وكانت النتائج وقوف نظامه اليوم على الحافة، وحيداً في العاصفة، والعاصفة لابد قادمة فالحُكُم كما “الحبّ” وعد، وحين يسقط الوعد لابد ويسقط الحكم، والناس اختبروه.

اختبروا وعوده بحياة ديمقراطية، فكانت الديمقراطية تعني البراميل المتفجرة والزنازن التي اندفن فيها خيرة شباب البلاد.

ووعد بالاكتفاء، وكان الموت على حافة الرغيف.

ووعد بالإصلاح فلم يخط إلى إصلاح شيء بما في الأشياء إصلاح ضحكته وكان الزلزال قد أغرق الناس.

إنكار يتلوه إنكار، في بلاد، الفضيحة فيها لا تستر نفسها، ولا تتكتم على أسرارها.

ربما سيكون الخلاص قريباً.

قد يكون قريباً.

آن له أن يكون.

Exit mobile version