زواية مينا
قالها بني غانتس “بوسعنا الانتهاء من غزة غير أن نتنياهو لن يفعل ذلك”، فإنهاء الحرب يعني تأجيل المشروع الأوسع وهذا مالم يضفه بني غانتس، فيما يذهب قرّاء عقلية نتنياهو إلى القول بأن مشروع نتنياهو يتجاوز غزة .
فـ الطبل في غزة ولكن العرس في الضفة.
ـ إنه عرس “من الماء إلى الماء” وبلغة أخرى من النهر إلى البحر لتكون الدولة اليهودية الصافية وسيكون هذا ما بعد:
ـ حصار أبو مازن في الضفة مع شرطته ودولته بما يذكر بحصار ياسر عرفات.
ـ تهجير الضفاويين عبر عمليات عسكرية موسّعة تبدأ باجتياح قطعان المستوطنين للضفة.
ـ إعادة الكلام عن “الأردن الوطن البديل”.
ولن تتوقف الحكاية عند الضفة، فشمال إسرائيل الذي يعني عرب الجليل سيكون ترحيلهم بالتزامن إلى لبنان ما بعد توسيع دائرة الحرب مع حزب الله، ولكل خطوة عسكرية تكاليفها والإسرائيليون جاهزون لدفع التكاليف، فـ “دولة الوعد” تستلزم وتستحق كل التضحيات.
يأتي كل هذا وسط:
ـ تشققات فلسطينية، السلطة فيها بمواجهة حماس.
ـ تشققات لبنانية الكل فيها بمواجهة الكل لتكون الدولة السائبة.. دولة بلا رئيس ولا مصرف ولا كهرباء.
حال عربي ممزق، لا فيصل يقطع النفط عن الغرب ولا فوزي القاوقجي ينتحر فيها على بوابات فلسطين.
هو المشروع القديم القديم، وكان منتصف الستينيات أن صدر كتاب “خنجر إسرائيل”، والذين قرأوا الكتاب أدركوا مذاك الوقت أن خطابات أحمد سعيد لن تقف حائلاً دون استكمال المشروع فـ “دولة الوعد” مرهونة للوقت، والوقت طال أم قصر يشتغل لحساب إسرائيل.
واليوم.. غزة وقد باتت ركاماً ما الذي يتبقى للغزاويين؟
إزالة الركام وحدها تتطلب الاشتغال لسبع سنين، أما عن تكاليف إعادة الإعمار فلن تمتد يد لرفع جدار، وكل ما تبقّى أمام الغزاويين “الموت من أجل القضية” أو “الصمود بانتظار الموت”، وفي كل الحالات، فـ “طوفان حماس”، غير المحسوب، أو المحسوب وتلك لعنة تضاف اليه، كان قد فتح الطريق سالكاً لبنيامين نتنياهو ولليمين الديني الإسرائيلي ليصحو نحو استكمال مشروع إسرائيل.. إسرائيل من النهر إلى البحر وليس أمام الأردن سوى أن تغير “الدور” فيما تشتغل طهران على تفجير عمّان عبر “طريق طهران إلى القدس يمر من عمّان”، حتى بات الهاشميون ما بين نارين:
ـ نار أردنة القضية الفلسطينية، أو نار “أيرنتها”، وفي كل الحالات سيعاد رسم الخرائط بما لا يبقي للأردن من الأردن حتى الاسم.
مملكة إسرائيل الكبرى ربما باتت على مسافة رمية حجر من اللحظة.
رمية حجر باليد أو بالمقلاع ليس مهماً.
وكنا ذات يوم قد كذّبنا كتاب:
ـ خنجر إسرائيل.