سيعود السؤال إلى الواجهة:
ـ هل ستخرج المنطقة من الحرب بأهوالها بعد سلسلة الهجمات التي نفذها فلسطينيون في الداخل؟
الدعوات الإسرائيلية تتصاعد، ولغة الحرب ترتفع، حتى دعت صحيفة “إسرائيل اليوم” إلى إعادة النظر، ولكن أي نظر؟ وأي إعادة له.
ـ أن تنتقل من الدفاع إلى الهجوم، مستعيدة شيء من ماضي الصراع، فوفق منطوقها هذا ماحصل غير مرة في الماضي، فبعد عملية نفذت في باص في طريق الشاطئ، خرج الجيش الإسرائيلي إلى حملة الليطاني، وبعد إطلاق الكاتيوشا على بلدات الجليل كانت حملات في لبنان، وبعد إطلاق الصواريخ إلى غلاف غزة كانت حملات في القطاع، وكذاعملية ليل الفصح في فندق بارك في نتانيا، بالضبط قبل عشرين سنة، أخرجت الجيش الإسرائيلي إلى حملة “السور الواقي”.
التذكير بهذا يعني بالنسبة للإسرائيليين الدعوة إلى الهجوم، وهي دعوة تاتي بعد سلسلة العمليات التي جرت الأسبوع الأخير تستوجب من إسرائيل الآن الخروج إلى الهجوم مرة أخرى.
الإسرائيليون في صحافتهم وبغالبية الرأي العام يعتقدون بأن هذه السلسلة من العمليات توقظ إحساساً بانعدام سيطرة إسرائيل وانعدام الوسيلة لدى قوات الأمن، كما يعتقدون بأن كل عملية تجر أخرى، وتمنح إلهاماً لآخر، خصوصاً بوجود محركات شديدة القوة، مثل حماس والسجناء الفلسطينيين ممن يحاولون إشعال الميدان.
ما تنشره الصحافة الإسرائيلية لابد ويكون مقدمات، بل قصف تمهيدي لحركة الدبابات، ما يعني أن ثمة حرب تلوح في المنطقة، وبما يعني استعادة السؤال:
ـ ماذا لو وقعت هذه الحرب؟
يعني أنها لن تقتصر على الداخل الإسرائيلي، ولا غزة ولا الضفة، فشرارتها لابد وتمتد إلى المنطقة بطول المنطقة وعرضها، لتكون الصيغة المعتمدة ودون سواها.
في الداخل الإسرائيلي باتت تلك هي اللغة المعتمدة، وعلى الضفة الفلسطينية، لابد وتشتغل حماس كما الجهاد االإسلامي على هذه اللغة، وفي الإقليم المحيط بكلا الجهتين، فلابد ويعثر حزب الله على ضالته للاستثمار فيها، ما يعني أن كل فتائل الحرب قابلة للاشتعال، وفي عالم ترتسم ملامحه من جديد أعقاب الحرب الروسية الاوكرانية وبالنتيجة، ستزحف نيرانها أولاً إلى لبنان، اقله إل الجنوب اللبناني، وتعود المنطقة إلى الاشتعال بعد أن هدأت لتتشكل على هيئة “الحرب المؤجلة” فلا تخمد وصولاً لصيغة ما باتجاه السلام، ولا تشتعل وصولاً إلى حرب شاملة تقرر من هو المنتصر ومن هو المهزوم فيها.
رياح الحرب باتت أقرب من اي يوم مضى، والعالم منشغل في مكان آخر، ومامن قوة دولية قادرة على الضبط والربط، بعد انهيار الإرادة الأمريكية، ومتاهة القرار الاووربي، والمغامرة الروسية المدعومة بالصمت الصيني، والعمليات العسكرية الفردية في اسرائيل قد تمتد وتمتد، والإسرائيليون يهتفون اليوم:
ـ لابد من حماية بيتنا.
و.. الموجة تجري ورا الموجة.