fbpx
أخر الأخبار

يوم يتوهج الحلم

حتمًا انطلقت “ثورة الصبايا” في إيران تتجاوز الثورات المطلبية، وإذا كان لابد من تسمية حقيقية لهذه الثورة، يجدر تسميتها بـ “ثورة الخروج من الكهف”، فملالي إيران لابد وأنهم وبكل المقاييس خارج الزمن، وقد ساقوا بلادهم إلى اللازمن، أو إلى زمن ميت لاحياة فيه، لبلاد راكمت حضارات، وكان لها حصتها من التراث الإنساني في الفنون والآداب والفلسفة.

مع انطلاقتها، استبشر العالم بشقيه، العالم الديمقراطي، والعوالم التي مازالت تخضع لأنظمة ظلامية، بأن “ثورة الصبايا” لابد وتحصد، كما أنها لابد وتنقل رياحها إلى الأقاليم والبلدان التي عانت وطأة “الملالي” على اختلاف تسمياتهم، واختلاف مذاهبهم، دون النظر إلى لون العمامة أو الجلباب، واليوم، كانت الخيبة، فقد انتقل خبر الشوارع الايرانية المحترقة إلى الخبر الأخير في نشرات الأخبار، وثمة من يعتقد بأن تعسف الملالي وأجهزة استخباراتهم أطاحت بأحلام االشباب الإيرانيين، وسيتضاعف الخوف إذا قلنا بأن الثورات المهزومة، تؤجل الثورات المنتصرة، لتبتعد الثانية بعيدًا وبعيدًا وبعيدًا، ومن هنا تبدأ الخيبة.

ـ ما الذي تغير في طهران؟

الغلاء، تضاعف، والبطالة تضاعفت، والفساد وسوء الإدارة مازال ينمو في بيئة الاستبداد التي لابد وتشكل حاضنة للفساد، أما الفتك بأجساد المتظاهرين وموجة الإعدامات فأي منها لم يتوقف، وانحسرت التظاهرات حتى باتت الآمال فيها شحيحة.

هل بوسعنا القول أن العالم تكالب على إحباطها؟

لم لا، فالصمت إحباطًا، ومنع الامدادات اللوجستية لهذه الثورة إحباطًا، وعدم اعتبارها أولوية أممية، إحباطًا، غير أن الإحباط الأكبر الذي واجهته هذه الثورة هو أنها لم تنتقل برياحها إلى الإقليم، كل الإقليم، وهذا النوع من الثورات لن ينتصر إذا اقتصر على المكان الواحد والبلد الواحد.

توهج الحلم، وانطفأ..

وربما تأجل طويلا وطويلا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى