يوم يحكم الباسيج باسم “الله الرحمن الرحيم”

هي الثورة الثقافية الثالثة في إيران، و “الثورة”   تعني “أسلمة المناهج الدراسية”، وطرد آلاف الطلاب من الجامعات كما طرد عشرات الأساتذة.

آخر اخبار الثورة اياها طرد أبرز أربعة أساتذة من جامعة طهران وهم محمد فاضلي ورضا عميدي وآرش أباذري وأريزو رحيم خاني.

كانت الثورة الثقافية إياها قد انطلقت عام 1981،و امتدت حتى 1985 في عهد آية الله روح الله الخميني، بينما جرت الجولة الثانية في الفترة بين 2005 و 2009 في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد. وكان “مجلس أسلمة الجامعات”، التابع لـ “المجلس الأعلى للثورة الثقافية”، هو الهيئة الرئيسية المشرفة على هذا المشروع. وبذلك، فإن ممارسة طرد طلاب الجامعات وإقالة الأساتذة سارية منذ عام 1981. فخلال الثورة الثقافية الأولى، طُرد ما يقرب من  50,000 طالب معارض من مدارسهم؛ وبسبب القمع السياسي، تم فصل أو هجرة أكثر من ثلث أعضاء هيئة التدريس.

اليوم وعند وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة عام 2021، استئناف مشروع الأسلمة. وكان هذا التغيير جزءاً من برنامجه حتى خلال حملته الرئاسية الأولى في عام 2017. ووفقاً لرئيسي، لا ينبغي فصل الطلاب عن الإيمان والأخلاق. لذلك طلب من المنظمات الطلابية والأساتذة وموظفي الجامعات والطلاب مساعدة الحكومة على تطبيق خطة الأسلمة.

ووفقاً لإحدى وجهات النظر، يبدو أن هذه الخطوات تؤدي إلى نتائج عكسية، بالنظر إلى أن الموجتين السابقتين من الثورة الثقافية قضتا على استقلالية الجامعات الإيرانية، وبالتالي دمرتا جودة التعليم لا سيما في العلوم الإنسانية والاجتماعية. ونتيجة لذلك، أصبحت الجامعات الإيرانية تحتل باستمرار مرتبة أقل من الجامعات الأخرى في المنطقة، بما فيها الجامعات السعودية والتركية والإماراتية. وقد حدث هذا التراجع على الرغم من الزيادة الهائلة في عدد الجامعات الإيرانية (من 22 إلى أكثر من 600) والطلاب الإيرانيين (من 175,000  إلى حوالي 3,200,000) منذ عام 1978.

اكثر من ذلك، أدى انتخاب رئيسي واحتكار السلطة في أيدي المتشددين إلى زيادة الرغبة في الهجرة. فوفقاً لتقرير صدر مؤخراً حول وكالات الترجمة في إيران، “ارتفع عدد طلبات ترجمة الوثائق بشكل كبير خلال العام الماضي مقارنةً بالسنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية”، في إشارة إلى أوراق الهوية والمستندات التعليمية وغيرها من المواد التي يحتاجها المرء عند تغيير مكان إقامته. وللحد من رحيل النخب، زادت الدولة رسوم ترجمة الوثائق الرسمية المصدّقة. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب الخوف من تسارع هجرة الأدمغة بشكل أسرع، طلب النظام أيضاً من الجامعات عدم إصدار نصوص باللغة الإنجليزية للطلاب وشجّع الأساتذة على عدم كتابة خطابات توصية للطلاب الذين ينوون التقدم لدخول جامعات أجنبية.

هوذا النموذج الذي أطلقته “الثورة الإسلامية”.. السطو على الجامعات، وهجرة الجامعيين، واكثر من ذلك:

ـ تحويل الجامعات إلى “باسيج” او إلى “حرس ثوري” في أحسن حالاته.

في طهران تتحول الجامعات إلى سجون وباسم:

ـ بسم الله الرحمن الرحيم.

Exit mobile version