يوم يعلن الولي الفقيه القنبلة النووية

مرصد مينا

مابعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ومطاردة أقطاب النازية ممن ارتكبوا جرائم حرب، وتحديداً في أسبانيا فرانكو التي احتوتهم، فضّل الرئيس الامريكي ترومان تركهم في مواطنهم الجديدة تحت ذريعة “محاربة الارهاب الشيوعي”، بما يعني وضعهم كخصوم في المرتبة اللاحقة ما بعد تحوّل الستالينية إلى العدو الاول، وهكذا نجا النازيون الفارّون، بل ربما استحوذوا على مواقع مهمة في الاقتصاد الاسباني وكذلك في مداهم الحيوي وكان الارجنتين.
واليوم، انتقل النظام السوري من عدو له أولوية في الإدارات الامريكية إلى عدو في آخر اولوياته، وهذا ما أدركه النظام واشتغل عليه، فكانت النتائج:
ـ المزيد من غرور النظام وصلافته، بل والمزيد من التغوّل في حياة الناس حتى بات مستفرداً بمصير السوريين، وهاهي جامعة الدول العربية تمنحه المزيد من أسباب الصلافة والغرور إلى الدرجة التي بات إعلامه يعلن يوماً وراء يوم شعار:
ـ العرب يلهثون وراءنا.
وحين يهذّبون مصطلحاتهم يقولون:
ـ يهرولون.
يحدث ذلك بعد أن فقد النظام الحد لأدنى من مشروعيته، ولا نظن أن نظاماً هجّر نصف سكان بلاده، وغيّب الآلاف في السجون واستخدام كل الأسلحة الفتّاكة في تهديم المدن، وألقى بالمجاعة على من تبقى، لانظن أن له أيّة مشروعية ممكنة تسمح بوصفه نظام دون أن تضيف إلى الكلمة “عصابة”، وهذا الحال، ونعني التجاهل الدولي و “الهرولة العربية”، لابد وتزيد من تغوّله، وقد أثبتت الأيام أنه لم يتقدّم خطوة واحدة باتجاه مصالحة وطنية، فيما صدّر للمحيط العربي كل أشكال الإرهاب وفي طليعتها “الكبتاجون”، هذا عدا تحالفه بل وتبعيته للنظام الايراني الذي لابد ويمثل العدو الاول للخرابة العربية التي زاد من خرابها، واشتغل عليه، بل وصنّعها أقلّه في لبنان واليمن والعراق، ودائماً في ظل “الولي الفقيه”، ليكون امتداداً للحرس الثوري، كما امتداداً له، وإن كان لايدرك أي من فقهه.
تلك هي المعادلة:
ـ نظام يتزوّد بعوامل القوّة، ليمارس القوّة على شعبه.
ومن يمنحه هذه القوّة؟
هي منحة من خصومه وعلى رأسها المجموعة الاوروبية بالإضافة لاسترخاء الإدارة الأمريكية، اما عن العرب، فلابد ويدركون مخاطره يوم تعلن صافرات الإنذار ويوم يعلن الولي الفقيه امتلاكه للقنبلة النووية.

Exit mobile version