​ليبيا أمام خسارة نفطية هائلة

بالرغم من الفوضى الكبيرة التي تشهدها ليبيا، والتدخل العسكري الأجنبي في البلد النفطي، لم يتوقف النفط الليبي عن التدفق بشكل كامل، بل ما زالت نسبة جيدة من الآبار النفطية الليبية تعمل، إلا أن تفاقم سوء الوضع الاجتماعي الليبي مؤخراً أدى إلى توقف حقلي شرارة والفيل، ما يهدد بخسارة فادحة في قطاع النفط الليبي.

حيث أعلن “حراك غضب فزان” مساء الأحد، إغلاق حقل الشرارة النفطي والفيل الواقعين جنوب غربي ليبيا، وذلك احتجاجاً على عدم اهتمام السلطات بالمنطقة الجنوبية، والمطالبة بالتوزيع العادل للثروة النفطية.

وقال منسق حراك غضب فزان “بشير الشيخ” عبر مقطع فيديو نشره على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي الأشهر”فيسبوك”، إن إقفال حقلي الشرارة والفيل “أصبح واجبا وطنيا”، منّددا بعدم اهتمام الحكومات بالمنطقة الجنوبية التي تحتضن أكبر الحقول النفطية بالبلاد، وانعدام الخدمات الأساسية وغياب مقوّمات الحياة فيها من كهرباء وغاز وسيولة مالية ومستشفيات وأدوية، إلى جانب تدهور الحالة الأمنية التي نتج عنها كثرة حوادث الخطف وتفشي الجريمة، مضيفا أنه “لن يتم فتحها لحين تسليمها إلى أيادٍ أمينة”.
وسادت فوضى سلاح في ليبيا منذ ثماني سنوات، تتفاقم في كل عام، حيث باتت ليبيا ممرراً للمجموعات الإرهابية وخاصة المنطقة الجنوبية المنفتحة على الصحراء الإفريقية مقر العديد من الحركات المتطرفة، والتي تحاول باستمرار الوصول إلى شاطئ المتوسط.
ويتزامن ذلك إعلان “الشيخ” عن إغلاق الحقلين النفطيين، مع انعقاد قمة دولية حول ليبيا في برلين، لبحث فرص العودة إلى السلام بين أطراف الصراع الليبي ووقف الاعتداءات على مرافئ النفط، وسط توقعات بأن تمتد عملية الغلق لحقول أخرى، ما ينذر بخسائر كبيرة ويهدد بتوقف إنتاج النفط بشكل شبه كامل في ليبيا.
وقبل يومين أعلنت قبائل من شرق وجنوب ليبيا إيقاف صادرات النفط من موانئ “البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة شرق البلاد”، احتجاجاً على استخدام حكومة الوفاق عوائد النفط لجلب ودفع رواتب المرتزقة السوريين من أجل قتل الليبيين، وللمطالبة بإنهاء الوجود التركي في ليبيا، ما يهدد القطاع النفطي الليبي، الأمر الذي سينعكس سلباً على الخدمات الأساسية للمجتمع الليبي.

Read More

Exit mobile version