fbpx

في تونس: غضب من تحالف "الفساد والإرهاب"

شنت صحف وصحافيون تونسيون هجوماً كبيراً على التحالف المفاجئ بين حركة النهضة المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين ومنافسها حزب قلب تونس، تحت قبة البرلمان، لا سيما وأنه التحالف الذي أوصل زعيم النهضة “راشد الغنوشي” إلى رأس السلطة التشريعية.

الكاتب الصحفي التونسي “ميلاد عمر المزوغي” وفي مقالٍ له، وصف التحالف بين الطرفين السياسيين بـ”لقاء الفساد والإرهاب”، محملاً شريحةً واسعة من أبناء الشعب التونسيين المسؤولية عن وصول هذا التحالف لقيادة البلاد، بعد الثورة على النظام السابق.

وأضاف “المزوغي” في مقاله على موقع الشرق الأوسط أون لاين: “الشعب التونسي وبعد ثماني سنوات من ثورته التي أعتقد أنها تخلصه من الديكتاتورية والفساد، يجد نفسه ربما دون أن يعلم بأنه أتى بمحض إرادته وبشهادة صناديق الاقتراع، بزمر فاسدة وأخرى تدعي التدين والالتزام بتعاليم الاسلام، ولكن ممارساتها ارهابية ظاهرة للعيان، بدءا من إرسالها شباب تونس الى سوريا عبر تركيا الراعي الرسمي للإرهاب وزعيمة الإخوان العرب والزج بهم في أتون حرب كانوا وللأسف حطب وقودها، ومن عاد منهم استخدم قدراته وخبراته في قتل الأبرياء وعناصر الأمن الوطني وإحداث شلل في قطاع السياحة، المصدر الرئيس للعملة الصعبة للبلاد، كذلك تصفية المعارضيْن لها (شكري والبراهمي) وسجلت القضية ضد مجهول”.

إلى جانب ذلك، اتهم الكاتب في مقاله، زعيم حزب قلب تونس “نبيل القروي” باستخدام المال السياسي لتحقيق انتصارات نيابية، موضحاً: “لقد آتى برنامج خليل تونس (الخيري) الذي استهدف بعض الفقراء والمعوزين أكله في بضع شهور، فتحصل حزب القروي على الترتيب الثاني برلمانيا ليبعد عنه صفه الفساد المالي وغسيل الاموال، ومن ثم يعتبر فوزه بالانتخابات شهادة تقدير له في الفساد المالي ليزداد ثراء، ولينعم فقراء تونس بما يجود به عليهم من صدقاته”.

كما اعتبر “المزوغي” أن حالة العداء السياسي بين الحركة والحزب كانت وهمية بشكلٍ كامل، والهدف منها خداع التونسيين، مضيفاً: “بعيد الانتخابات الرئاسية اوهمت النهضة وقلب تونس الجماهير بعدائهما الشديد لبعضهما ونعتَ كل منهما الاخر بأبشع الاوصاف وهي بالمناسبة حقيقية لا لبس فيها، ومن الصعوبة بمكان التقائهما في حكومة واحدة، وما إن جرت الانتخابات البرلمانية وعرف كل منهما حصة الاخر في الوليمة (الكعكة)، حتى كشفا عن رغبتهما في التعاون معا لأجل النهوض بتونس كما يدعيان، ليتقاسما السلطة التنفيذية وليفوزا بمقدرات تونس لفترة قادمة”.

وأردف الكاتب: “لقد اجادت حركة النهضة اللعبة الديمقراطية باقتدار، واستطاعت الوصول الى قمة الهرم بعد ان كانت تقود الدولة في الخفاء، شعبيتها في تراجع مستمر”.

وفيما يخص الرئيس المنتخب “قيس سعيد”، فقد أشار “المزوغي” إلى أن تحالفه مع النهضة انتخابيا يضع العديد من علامات الاستفهام حوله، لافتاً إلى أنه ومهما خلصت النوايا فان سيطرة النهضة وقلب تونس على البرلمان والحكومة المقبلة يجعلانه في موقف محرج نظرا لتقلص صلاحيته ومن ثم احراقه شعبيا، وهناك من يعتبره مرزوقي جديدا في قصر قرطاج مع الفرق في عقلية الرجلين الفكرية، على حد وصف المقال.

وختم “المزوغي” مقاله: “عندما يلتقي الارهاب والفساد في هرم السلطة، فنحن على ثقة تامة بأن الفساد سيستشري في البلاد، تفلس الخزينة العامة، تقل فرص الإنتاج، تزداد البطالة، ينعدم الأمن، وتعم الجريمة المنظمة. إنه الشرق الاوسط الجديد، الفوضى الهدامة وليست الخلاقة كما ادعى أصحابها، فالحقيقة هي ما نشاهدها في كافة أقطارنا المنكوبة بربيع لم يزهر، لأن أمطاره كانت دماء فسالت أنهارا أنبتت شوكا، أدمت المجتمع وأحدثت شروخا في مكوناته، ليس من السهل علاجها”.

كما أردف: “لقد دخل الشعب التونسي في دوامة التغيير، انتقل من الحزب الواحد أو الأوحد الى مجموعة أحزاب، لكن المؤكد كأنه من يبحث عن شيء ثمين في كومة نفايات، ربما حاليا ليس أمامه خيارات اخرى لتحسين أوضاعة المعيشية، وعليه أن ينتظر فترة أخرى من حكم الأحزاب، أنه سيأخذ على عاتقه تغيير هذه الطبقة القديمة المتجددة، التي قضت بتصرفاتها على كل آماله في العيش الكريم”.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى