fbpx

"وائل".. طفل سوري دفع حياته ثمنا للكراهية في تركيا

قالت مصادر أمنية تركية إن أهالي قضاء كارتبه التركي عثروا على جثة طفلٍ سوري مشنوق، على باب مقبرة القضاء.

ولفتت المصادر إلى أن التحريات كشفت أن الطفل “وائل السعود” البالغ من العمر تسع سنوات أقدم على الانتحار ليل الأربعاء الماضي، بسبب حملة الكراهية والرفض التي تعرض لها من قبل زملائه وبعض معلميه في المدرسة كونه سوري الجنسية.

وأوضحت المصادر أن الطفل قد تعرض للتوبيخ من قبل أحد معلميه قبل الحادثة بساعات، لافتةً إلى أن تحريات الشرطة والإسعاف أكدت وفاة الطفل بسبب عملية الشنق.

إلى جانب ذلك، بينت المصادر أن جثة الطفل قدم تسليمها لذويه بعد إخضاعها للفحوصات اللازمة في موقع الحادثة وفي المشرحة، وذلك لاستكمال إجراءات عملية الدفن.

تحقيقات الشرطة وما قادت إليه من نتائج لم تمنع بعض الناشطين من الحديث عن وجود شبهة جنائية في الحادثة، لافتين إلى ضرورة عدم استبعاد أن يكون الطفل ضحية جريمة قتل، داعين السلطات في الوقت ذاته إلى توسيع دائرة البحث والتقصي وعدم حصر القضية بالانتحار.

الحادثة التي لم تكن الأولى من نوعها لجهة حوادث الكراهية ضد السوريين، دفعت بحسب وسائل إعلامية تركية، الكثير من الناشطين والمنظمات الحقوقية لإبداء استيائهم من تصاعد تلك الموجة؛ التي أدت خلال الأشهر الماضية إلى الكثير من حالات القتل والاعتداء التي لم تستثن حتى الاطفال، مشيرين إلى أن الطفل “وائل” كان ضحية الإقصاء والرفض الاجتماعي من قبل زملائه.

كما شهدت قصة الطفل حالة تفاعلٍ كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي لناشطين سوريين وأتراك، دعوا خلالها لاتخاذ تلك الحوادث منطلقاً لإيجاد إجراءات أكثر صرامة من قبل الحكومة لمواجهة الكراهية.

وشهدت الحادثة تفاعلاً كبيراً من الأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر العديد منهم عن استيائهم إزاء ارتفاع حدة خطاب الكراهية تجاه اللاجئين السوريين، في حين أرجع بعضهم ارتفاع حدة تلك الموجة خلال الأشهر الأخيرة لاستخدامها لأغراض سياسية، لا سيما مع وجود احتمالية أن تشهد تركيا انتخابات عامة مبكرة وسط الأزمة التي تعاني منها البلاد.

وكانت قضية اللاجئين السوريين في تركيا قد مثلت قضية مركزية في الأوسط التركية طيلة الأشهر الماضية، حيث أفادت وسائل إعلام تركية في وقتٍ سابق بأن وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” بحث مع نظرائه العراقي والأردني واللبناني تطورات الأزمة السورية، لا سيما مسألة اللاجئين.

وجرى الاجتماع على هامش اجتماعات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في نيويورك الأمريكية، وجمع أوغلو مع كل من وزراء الخارجية العراقي “محمد الحكيم”، والأردني “أيمن الصفدي”، واللبناني “جبران باسيل”، بحسب وكالة الأناضول.

وبحسب مراقبين، فإن تركيا تواصل جهودها في إطار مشروع روسيا وإيران والنظام السوري، الهادف إلى استكمال سياسية التغيير الديمغرافي التي انتهجها الأخيران بمساعدة تركيا خلال السنوات الماضية، لا سيما بعد نقل المعارضة السورية من كافة المناطق السورية، إلى الشمال السوري وتحديداً محافظة ادلب، وجلب عناصر شيعية موالية للنظام السوري إلى المناطق التي تم تهجير سكانها منها.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى