
مرصد مينا
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، عن مقتل 37 شخصاً وإصابة عشرات آخرين، في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي نفذته القوات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، وسط استمرار الهجمات العنيفة التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية في مختلف المناطق.
وفي تفاصيل المجازر التي وقعت، أفادت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة بوصول 18 جثة وعشرات الجرحى إلى المستشفى، بعد تعرض مجموعة من المدنيين لإطلاق نار كثيف أثناء تواجدهم قرب محور نتساريم، وسط القطاع، حيث كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” عن مصادر طبية قولها إن أكثر من 28 مواطناً قتلوا، وأصيب العشرات برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عند أحد مراكز توزيع المساعدات في المنطقة نفسها، ما يؤكد أن الاستهداف كان مباشراً ومتعمدًا.
كما أفادت مصادر ميدانية بمقتل سبعة أشخاص آخرين وإصابة أكثر من 100 بجروح متفاوتة، نتيجة قصف مدفعي وجوي إسرائيلي طال تجمعات سكانية في محيط نتساريم، ما رفع منسوب الخسائر البشرية في تلك البقعة إلى مستويات كارثية.
وفي تطور آخر، شنت طائرة مسيّرة إسرائيلية غارة استهدفت منطقة المخيم الجديد شمالي مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
جنوباً، وفي مدينة خان يونس، قُتل تسعة مواطنين في سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع وأحياء مأهولة، فيما تم انتشال جثة شخص من تحت أنقاض منزل مدمر في بلدة عبسان الكبيرة شرقي المدينة، التي لا تزال تتعرض لقصف مكثف ومتواصل منذ ساعات الفجر.
وفي هجوم آخر على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي شمال بلدة القرارة بمحافظة خان يونس، قُتل أربعة مواطنين، وأصيب آخرون، جراء قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية، في استهداف جديد لملاجئ المدنيين الفارين من مناطق الاشتباك.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية الدموية ضد القطاع، وسط تحذيرات متصاعدة من منظمات إنسانية إقليمية ودولية بشأن التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والصحية للسكان المدنيين المحاصرين، الذين يواجهون خطر المجاعة والمرض والنزوح القسري.
وبحسب ما أوردته وكالة “وفا”، فإن قوات الاحتلال كثفت خلال الأيام الماضية استهدافها لنقاط توزيع المساعدات، سواء في مدينة رفح جنوباً أو في مناطق وسط القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، ووقوع إصابات متعددة، في ما اعتبرته جهات أممية “محاولة لتهجير السكان قسراً”، ضمن ما وصفته بـ”استراتيجية تطهير عرقي ممنهجة”.
ووفق بيانات صادرة عن الجهات الطبية والحقوقية في غزة، فإن إجمالي عدد الضحايا منذ بدء تطبيق آلية توزيع المساعدات بتاريخ 27 مايو الماضي، قد تجاوز 130 قتيلاً، بالإضافة إلى مئات المصابين، ما يسلط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
في المقابل، أشارت إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن إجمالي عدد الضحايا في قطاع غزة منذ بدء الحرب بلغ 54,880 قتيلاً، من بينهم 4,603 قتلوا منذ 18 مارس الماضي.