
مرصد مينا
تواصل القوات الإسرائيلية قصفها المكثف لمختلف مناطق قطاع غزة، في تصعيد دموي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني اليوم السبت أن الجيش الإسرائيلي شنّ خلال الليلة الماضية سلسلة غارات عنيفة استهدفت شققاً سكنية، وخياماً، ومنازل تؤوي نازحين، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 79 فلسطينياً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية شقة سكنية في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والمصابين.
كما طالت الغارات الجوية منازل ومبانٍ يسكنها نازحون في بلدة جباليا البلد شمالي غزة، بالإضافة إلى استهداف مناطق في غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
وفي مشهد متكرر من الأيام الماضية، واصلت المدفعية الإسرائيلية قصفها العنيف على مناطق مكتظة بالسكان والنازحين، شملت أحياء الصفطاوي والسلاطين وتل الزعتر، ومحيط مستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة شمال القطاع، حيث لا يزال الجيش يفرض حصاراً خانقاً على المصابين والطواقم الطبية لليوم الرابع على التوالي، ما يعوق عمليات الإغاثة وتقديم الرعاية الصحية.
وعلى صعيد العمليات الميدانية، وسّع جيش الا حتلال الإسرائيلي من نطاق توغله شمال قطاع غزة، مطالبًا سكان منطقة الصفطاوي شمال غرب غزة بالإخلاء الفوري، ما يشير إلى نية إنشاء محور عسكري جديد في هذه المنطقة، على غرار “محور موراج” الذي أُنشئ في جنوب القطاع في وقت سابق.
في المقابل، سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم، رغم تزايد النداءات الدولية والأممية المطالبة بفتح المعبر بشكل كامل ومستمر لضمان تدفق الإمدادات الغذائية والطبية إلى السكان المنكوبين.
يأتي هذا التصعيد ضمن مرحلة جديدة أعلنتها إسرائيل منذ مارس الماضي، تهدف إلى تصعيد التوغلات البرية كوسيلة للضغط على حركة “حماس”، في ظل تعثر المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر رسمية، فإن الخطة العسكرية الحالية تقضي بالسيطرة على معظم مناطق القطاع دون نية للانسحاب منها، في توجه قد يحمل تداعيات سياسية وإنسانية خطيرة في ظل استمرار الدمار الواسع والنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع المحاصر.