fbpx

ربيع السيد أردوغان

وصف الحالمين بـ “ربيع تركي” بـ “الواهمون”، وفي اسبوع “الابتكار التركي”، ذهب رجب طيب أردوغان للقول أن “تركيا ليست الشرق الأوسط وهي اكبر من أن يقدر أحد على ابتلاعها”. كلام رجب طيب أردوغان، يتضمن اعترافاً بأن “الربيع” الذي اجتاح بلداناً عربية عدّة، قد ابتلع هذه البلدان باعتبارها بلدان شرق أوسط، وأنه الربيع وقد أحرقها. حسناً.. قد لايجافي الشق الثاني من كلامه الحقيقة، فالربيع العربي، وقد كان حلماً لبشر يبحثون عن الكرامة واللقمة النظيفة، قد تحوّل إلى كارثة على بلدانهم، أدّت فيما أدّت إلى خراب هذه البلدان، ولكن السؤال: ـ من أحال هذا الربيع الى محرقة لهذه البلدان وتلك الشعوب؟ الإجابة لن تكون عصيّة على مراقب يجلس في مقعد المتفرج، فما بالكم بمن يعيش التجربة وقد أضرمت نيرانها في جسده؟ أول الإجابات أن التحوّلات المسمومة في الربيع العربي، كانت على يد أردوغان نفسه، فهو وحزبه من أخذ خيارات الناس من ثورة الزنبق إلى راجمات الصواريخ، فالعسكرة، أول من شقّ الطريق إليها كانت استضافة أردوغان لفصائل مسلحة عبر خلقها، وتدريبها، واستضافتها، وإطلاقها، ما منح الأنظمة المستبدة شرعية السلاح، فأسقطت الثورات بيدها، فيما كانت صيغة المغلوب على أمره قد جثمت فوق أعناق الناس الذين لاحول لهم ولا قوة، أقله في صراع القوى الدولية الكبرى وقد زحفت الى المنطقة، سواء في سوريا، أو في ليبيا، لتتحول البلدان الى ساحات صراع.. الناس فيها هم الخاسرون في رهانات كان لتركيا الحصة الأكبر منها، وكان الرهان التركي ينحصر في مسألة واحدة ومحددة: ـ استعادة الحلم التائه.. استعادة الخلافة. ليكون أردوغان خليفة للمسلمين. ما أن سقط الاخوان في مصر، حتى تحوّل ربيع مصر بالنسبة الى أردغان إلى خريف، وما أن اندحرت الفصائل الراديكالية المتأسلمة في سوريا حتى تحوّل ربيعها بالنسبة إلى أردوغان إلى خريف، وما أن ابتدأت حركات احتجاجية كسولة ومحدودة في تركيا، حتى تحوّل أي ربيع إلى أي خريف. هكذا هو الأمر، سيكون ربيعاً مادام تحت القبضة، ومادام يعني تسلل جماعة الإخوان الى الامساك بمفاتيح البلاد، وغير ذلك لا ربيع. ذلك هو أردوغان.. ذلك هو ربيعه,, وسيكون له خريفاً لابد منه. ليس بعيداً ذلك اليوم مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى