fbpx

فصائل دمشق (الفلسطينية) إلى أين؟

احتفلت فصائل دمشق الفلسطينية الصغيرة المحسوبة على النظام السوري بوداع السفير الروسي في دمشق، بعد انتهاء فترة أعماله، وشارك بالاحتفال أيضاً (جبهتا الشعبية والديموقراطية) والسبب أن هواهما اليساري قادهما لحفل الوداع دون تقدير واحترام للشعب السوري، أو لمخيمات شعبهم التي كان الروس يستطيعون منع النظام من استهدافها في الوقت الذي لم تكن بداخلها فصائل مسلحة. فصائل دمشق هي الجبهتان الشعبية والديموقراطية وحركة الجهاد الإسلامي إضافة الى المنظمات الأربع التي صنعها نظام البعث وهي تنظيم القيادة العامة بقيادة احمد جبريل الذي انشق عن الجبهة الشعبية عام68 وشكل قوة عسكرية بقيت تحت امرة دمشق وشاركت في ذبح الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر، ثم تأتي فتح الانتفاضة التي انشقت عن حركة فتح التي كان يتزعمها ياسر عرفات عام 1983، أضافة الى المنشقين عن جبهتي النضال الشعبي والتحرير الفلسطينية في نفس العام. عمليا تلاشت هذه الفصائل الأربعة الأخيرة التي انتجها الأسد على الأرض وأصبحت مجرد ارقام بسبب رفض غالبية الفلسطينيين لها، وعندما أدرك نظام الأسد فشل هذه الخطوة قام بفتح الباب لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بعد الانتفاضة الثانية، وعاد يلعب بورقة (حامي المقاومة الفلسطينية) وبعد ظهور الانتفاضة السورية وارتكاب النظام جرائم فظيعة بحق المدنيين، لم يبق لهذا النظام أقنعة يرتديها، وهنا بدأت مرحلة الفرز القسري. فاختارت الفصائل الأربعة التي صنعها النظام حمل السلاح الى جانبه، رغم أن تعداد بعضها لا يتجاوز بضعة مقاتلين، بينما وقفت حماس ضد النظام، ثم قاتلت معه ثم قام بطرد فصائلها من مخيم اليرموك إلى الشمال السوري، أما الشعبية والديموقراطية والجهاد الإسلامي فقد ظلت خارج لعبة السلاح، غير أن هذه المجاملة والاحتفال في السفارة الروسية، مع شريك النظام السوري في القتل، إنما تعكس أمراً واحداً، أن الفصائل الفلسطينية التي بقيت  في دمشق، باتت اليوم تشبه فصائل (الجبهة الوطنية السورية) وهي الجبهة التي أسسها حافظ أسد من مختلف الأحزاب التي كانت موجودة في سوريا بعد الانقلاب الذي قام به، وكان هدف نظام الأسد من إنشاء تلك الجبهة، هو طمس معالم هذه الأحزاب الوطنية السورية وتحويلها الى أحزاب شكلية تصفق لنظامه. فهل باتت فصائل دمشق الفلسطينية على اختلافها تشبه واقع هذه الجبهة؟؟ وما الذي ستعمل هذه الفصائل على طمسه في قادم الأيام؟ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى